مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 3 -صفحه : 408/ 197
نمايش فراداده

و أنه لا جريمة تضيق عنها رحمته و لا خيانةتقصر عنها مغفرته «وَ آتَيْنا مُوسى‏» أيأعطيناه «سُلْطاناً مُبِيناً» أي حجةظاهرة تبين عن صدقه و صحة نبوته «وَرَفَعْنا فَوْقَهُمُ الطُّورَ» أي الجبللما امتنعوا من العمل بما في التوراة وقبول ما جاءهم به موسى «بِمِيثاقِهِمْ» أيبما أعطوا الله سبحانه من العهد ليعملنبما في التوراة و قيل معناه و رفعنا الجبلفوقهم بنقضهم ميثاقهم الذي أخذ عليهم بأنيعملوا بما في التوراة و إنما نقضوهبعبادة العجل و غيرها عن أبي علي الجبائي وقال أبو مسلم إنما رفع الله الجبل فوقهمإظلالا لهم من الشمس بميثاقهم أي بعهدهمجزاء لهم على ذلك و هذا القول يخالف أقوالالمفسرين «وَ قُلْنا لَهُمُ ادْخُلُواالْبابَ سُجَّداً» يعني باب حطة و قد مربيانه هناك «وَ قُلْنا لَهُمْ لا تَعْدُوافِي السَّبْتِ» أي لا تتجاوزوا في يومالسبت ما أبيح لكم إلى ما حرم عليكم عنقتادة قال أمرهم الله أن لا يأكلواالحيتان يوم السبت و أجاز لهم ما عداه «وَأَخَذْنا مِنْهُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً» أيعهدا وثيقا وكيدا بأن يأتمروا بأوامره وينتهوا عن مناهيه و زواجره.

سورة النساء (4): الآيات 155 الى 158

فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآياتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِياءَ بِغَيْرِحَقٍّ وَ قَوْلِهِمْ قُلُوبُنا غُلْفٌبَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهابِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلاَّقَلِيلاً (155) وَ بِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلى‏ مَرْيَمَ بُهْتاناًعَظِيماً (156) وَ قَوْلِهِمْ إِنَّاقَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَمَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَ ماقَتَلُوهُ وَ ما صَلَبُوهُ وَ لكِنْشُبِّهَ لَهُمْ وَ إِنَّ الَّذِينَاخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مالَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّباعَالظَّنِّ وَ ما قَتَلُوهُ يَقِيناً (157)بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَ كانَاللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً (158)

اللغة

البهتان الكذب الذي يتحير فيه من شدته وعظمته و قد مر معنى المسيح في سورة آلعمران يقال قتلت الشي‏ء خبرا و علما أيعلمته علما تاما و ذلك لأن القتل هو