قال أبو زيد يقول عدا علي اللص أشد العدو والعدوان و العداء و العدو إذا سرقك و ظلمكو عدا الرجل يعدو عدوا في الحضر، و قد عدتعينه عن ذلك أشد العدو تعدو، و عدا يعدوإذا جاوز يقال ما عدوت إن زرتك أي ما جاوزتذلك.
الإعراب
قوله «جَهْرَةً» يجوز أن يكون صفة لقولهمأي قالوا جهرة أي مجاهرة أرنا الله و يجوزأن يكون على أرنا الله رؤية ظاهرة.
النزول
روي أن كعب بن الأشرف و جماعة من اليهودقالوا يا محمد إن كنت نبيا فأتنا بكتاب منالسماء جملة أي كما أتى موسى بالتوراةجملة فنزلت الآية عن السدي.
المعنى
لما أنكر سبحانه على اليهود التفريق بينالرسل في الإيمان عقبه بالإنكار عليهم فيطلبهم المحالات مع ظهور الآيات و المعجزاتفقال «يَسْئَلُكَ» يا محمد «أَهْلُالْكِتابِ» يعني اليهود «أَنْ تُنَزِّلَعَلَيْهِمْ كِتاباً مِنَ السَّماءِ» واختلف في معناه على أقوال (أحدها) أنهمسألوا أن ينزل عليهم كتابا من السماءمكتوبا كما كانت التوراة مكتوبة من عندالله في الألواح عن محمد بن كعب و السدي (وثانيها) أنهم سألوه أن ينزل على رجال منهمبأعيانهم كتبا يأمرهم الله تعالى فيهابتصديقه و اتباعه عن ابن جريج و اختارهالطبري (و ثالثها) أنهم سألوا أن ينزلعليهم كتابا خاصا لهم عن قتادة و قال الحسنإنما سألوا ذلك للتعنت و التحكم في طلبالمعجزات لا لظهور الحق و لو سألوه ذلكاسترشادا لا عنادا لأعطاهم الله ذلك«فَقَدْ سَأَلُوا مُوسى أَكْبَرَ مِنْذلِكَ» أي لا يعظمن عليك يا محمد مسألتهمإياك إنزال الكتب عليهم من السماء فإنهمسألوا موسى يعني اليهود أعظم من ذلك بعد ماأتاهم بالآيات الظاهرة و المعجزاتالقاهرة التي يكفي الواحد منها في معرفةصدقه و صحة نبوته فلم يقنعهم ذلك«فَقالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً» أيمعاينة «فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُبِظُلْمِهِمْ» أنفسهم بهذا القول و قدذكرنا قصة هؤلاء و تفسير أكثر ما في الآيةفي سورة البقرة عند قوله «لَنْ نُؤْمِنَلَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً»الآية قوله «وَ إِذْ أَخَذْنامِيثاقَكُمْ وَ رَفَعْنا فَوْقَكُمُالطُّورَ» الآية «ثُمَّ اتَّخَذُواالْعِجْلَ» أي عبدوه و اتخذوه إلها «مِنْبَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّناتُ» أيالحجج الباهرات قد دل الله بهذا على جهلالقوم و عنادهم «فَعَفَوْنا عَنْ ذلِكَ»مع عظم جريمتهم و خيانتهم و قد أخبر اللهبهذا عن سعة رحمته و مغفرته و تمام نعمته