مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 3 -صفحه : 408/ 269
نمايش فراداده

اللغة

الجبار هو الذي لا ينال بالقهر و أصله فيالنخل و هو ما فأت اليد طولا و الجبار منالناس هو الذي يجبرهم على ما يريد و الجبرجبر العظم و هو كالإكراه على الصلاح و قالالعجاج:


  • قد جبر الدين الإله فجبر و عور الرحمنمن ولى العور

  • و عور الرحمنمن ولى العور و عور الرحمنمن ولى العور

و الجبار في صفة الله تعالى صفة تعظيملأنه يفيد الاقتدار و هو سبحانه لم يزلجبارا بمعنى أن ذاته تدعو العارف بها إلىتعظيمها و الفرق بين الجبار و القهار أنالقهار هو الغالب لمن ناواه أو كان في حكمالمناوي بمعصيته إياه و لا يوصف سبحانهفيما لم يزل بأنه قهار و الجبار في صفةالمخلوقين صفة ذم لأنه يتعظم بما ليس لهفإن العظمة لله سبحانه.

الإعراب

«فَاذْهَبْ أَنْتَ وَ رَبُّكَ» إنما أتىبالضمير المرفوع المنفصل تأكيدا للضميرالمستكن في اذهب ليصح العطف عليه فإنهيقبح العطف بالاسم الظاهر على الضميرالمستكن و المتصل من غير أن يؤكد لأنه يصيركأنه معطوف على الفعل إذا عطف علي ما هومتصل بالفعل غير مفارق له و لا يجوز أنيقال أنه أبرز الضمير فإن الضمير إذا أبرزيصير الفعل خاليا منه و قوله «فَاذْهَبْ»غير فارغ من الضمير و إنما حسن العطف علىالضمير المتصل في قوله «فَأَجْمِعُواأَمْرَكُمْ وَ شُرَكاءَكُمْ» لأن ذكرالمفعول صار عوضا من الضمير المنفصل كماكان لا في قوله لَوْ شاءَ اللَّهُ ماأَشْرَكْنا وَ لا آباؤُنا عوضا منه.

المعنى

ثم ذكر جواب القوم فقال سبحانه «قالُوا»يعني بني إسرائيل «يا مُوسى‏ إِنَّفِيها» أي في الأرض المقدسة «قَوْماً» أيجماعة «جَبَّارِينَ» شديدي البطش و البأسو الخلق قال ابن عباس بلغ من جبرية هؤلاءالقوم أنه لما بعث موسى (ع) من قومه اثنيعشر نقيبا ليخبروه خبرهم رآهم رجل منالجبارين يقال له عوج فأخذهم في كمه معفاكهة كان يحملها من بستانه و أتى بهمالملك فنثرهم بين يديه و قال للملك تعجبامنهم هؤلاء يريدون قتالنا فقال الملكارجعوا إلى صاحبكم فأخبروه خبرنا قالمجاهد و كان فاكهتهم لا يقدر على حمل عنقودمنها خمسة رجال بالخشب و يدخل في قشر نصفرمانة خمسة رجال‏