مجمع البیان فی تفسیر القرآن جلد 3
لطفا منتظر باشید ...
و أن موسى (ع) كان طوله عشرة أذرع و له عصاطولها عشرة أذرع و نزا من الأرض مثل ذلكفبلغ كعب عوج بن عنق فقتله و قيل كان طولسريره ثمانمائة ذراع «وَ إِنَّا لَنْنَدْخُلَها» يعني لقتالهم «حَتَّىيَخْرُجُوا مِنْها فَإِنْ يَخْرُجُوا»يعني الجبارين «مِنْها فَإِنَّاداخِلُونَ» «قالَ رَجُلانِ» من جملةالنقباء الذين بعثهم موسى ليعرف خبر القومو قيل هما يوشع بن نون و كالب بن يوفنا عنابن عباس و مجاهد و السدي و قتادة و الربيعو قيل رجلان كانا من مدينة الجبارين و كاناعلى دين موسى لما بلغهما خبر موسى جاءاهفاتبعاه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس «مِنَالَّذِينَ يَخافُونَ» الله تعالى«أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا»بالإسلام عن قتادة و الحسن و قيل يخافونالجبارين أي لم يمنعهم الخوف من الجبارينأن قالوا الحق أنعم الله عليهما بالتوفيقللطاعة عن الجبائي و كان سعيد بن جبير يقرأيخافون بضم الياء و روي تأويل ذلك عن ابنعباس أنهما كانا من الجبارين أنعم اللهعليهما بالإسلام «ادْخُلُوا عَلَيْهِمُالْبابَ فَإِذا دَخَلْتُمُوهُفَإِنَّكُمْ غالِبُونَ» أخبر عن الرجلينأنهما قالا ادخلوا يا بني إسرائيل علىالجبارين باب مدينتهم و إنما علما أنهميظفرون بهم و يغلبونهم إذا دخلوا بابمدينتهم لما أخبر به موسى (ع) من وعد اللهتعالى بالنصرة و قيل لما رأوه من إلقاءالله الرعب في قلوب الجبارين فعلما أنهمإن دخلوا الباب غلبوا «وَ عَلَى اللَّهِفَتَوَكَّلُوا» في نصرة الله علىالجبارين «إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ»بالله و بما آتاكم به رسوله من عنده ثمأخبر عن قوم موسى بأنهم «قالُوا يا مُوسىإِنَّا لَنْ نَدْخُلَها» أي هذه المدينة«أَبَداً ما دامُوا» أي ما دام الجبارون«فِيها» و إنما قالوا ذلك لأنهم جبنوا وخافوا من قتالهم لعظم أجسامهم و شدة بطشهمو لم يثقوا بوعد الله سبحانه بالنصرة لهمعليهم «فَاذْهَبْ» يا موسى «أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقاتِلا» الجبارين «إِنَّاهاهُنا قاعِدُونَ» إلى أن تظفر بهم و ترجعإلينا فحينئذ ندخل و إنما لم ينكر موسىعليهم قولهم «فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ» لأمرين (أحدهما) أن الكلام كلهيدل على الإنكار عليهم و التعجب من جهلهمفي تلقيهم أمر ربهم بالرد له و المخالفةعليه (و الآخر) أنهم إنما قالوا ذلك مجازابمعنى و ربك معين لك على ما قاله أبوالقاسم البلخي و الأول أليق بجهل أولئكالقوم قال الحسن هذا القول منهم يدل علىأنهم كانوا مشبهة و لذلك عبدوا العجل و لوعرفوا الله تعالى حق معرفته لما عبدواالعجل و قال الجبائي إن كانوا قالوا ذلكعلى وجه الذهاب من مكان إلى مكان فإنه كفرو إن قالوا على وجه الخلاف فإنه فسق و أماقوله سبحانه قاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّىيُؤْفَكُونَ