مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 3 -صفحه : 408/ 360
نمايش فراداده

لَكُمْ آياتِهِ لَعَلَّكُمْتَشْكُرُونَ» معناه كما بين أمر الكفارة وجميع الأحكام يبين لكم آياته و فروضهلتشكروه على تبيينه لكم أموركم و نعمهعليكم.

سورة المائدة (5): الآيات 90 الى 91

يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَاالْخَمْرُ وَ الْمَيْسِرُ وَ الْأَنْصابُوَ الْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِالشَّيْطانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْتُفْلِحُونَ (90) إِنَّما يُرِيدُالشَّيْطانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُالْعَداوَةَ وَ الْبَغْضاءَ فِيالْخَمْرِ وَ الْمَيْسِرِ وَ يَصُدَّكُمْعَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَ عَنِ الصَّلاةِفَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ (91)

اللغة

الخمر عصير العنب المشتد و هو العصير الذييسكر كثيره و سمي خمرا لأنها بالسكر تغطيعلى العقل و أصله في الباب التغطية منقولهم خمرت الإناء إذا غطيته و دخل في خمارالناس إذا خفي فيما بينهم و الميسر القماركله من تيسير أمر الجزور بالاجتماع علىالقمار فيه و أصله من اليسر خلاف العسر وسميت اليد اليسرى تفاؤلا بتيسير العمل بهاو قيل لأنها تعين اليد اليمني فيكون العملأيسر و الأنصاب الأصنام واحدها نصب و سميذلك لأنها كانت تنصب للعبادة لها والانتصاب القيام و منه النصب التعب عنالعمل الذي ينتصب له و نصاب السكين لأنهينصب فيه و مناصبة العدو الانتصاب لعداوتهقال الأعشى:


  • و ذا النصب المنصوب لا تنسكنه و لا تعبدالشيطان و الله فاعبدا

  • و لا تعبدالشيطان و الله فاعبدا و لا تعبدالشيطان و الله فاعبدا

و الأزلام القداح و هي سهام كانوايجيلونها للقمار و قد ذكرنا ما قيل فيها فيأول السورة و الرجز بالزاي هو العذاب و أصلالرجز تتابع الحركات يقال ناقة رجزاء إذاكانت ترتعد قوائمها في ناحية قال الزجاجالرجس في اللغة اسم لكل ما استقذر من عمليقال رجس يرجس و رجس يرجس إذا عمل عملاقبيحا و الرجس بفتح الراء شدة الصوت يقالرعد رجاس شديد الصوت فكان الرجس الذي يقبحذكره و يرتفع في القبح.

المعنى

ثم عطف الله تعالى على ما بين من الأحكامبالنهي عن أفعال أهل‏