مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 3 -صفحه : 408/ 379
نمايش فراداده

سورة المائدة (5): الآيات 102 الى 103

قَدْ سَأَلَها قَوْمٌ مِنْ قَبْلِكُمْثُمَّ أَصْبَحُوا بِها كافِرِينَ (102) ماجَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَ لاسائِبَةٍ وَ لا وَصِيلَةٍ وَ لا حامٍ وَلكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَعَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَ أَكْثَرُهُمْلا يَعْقِلُونَ (103)

اللغة

البحر الشق و بحرت أذن الناقة أبحرها بحراإذا شققتها شقا واسعا و الناقة بحيرة و هيفعيلة بمعنى المفعول مثل النطيحة والذبيحة و أصل الباب السعة و سمي البحربحرا لسعته و فرس بحر واسع الجري و في الحديث أنه (ع) قال لفرس له وجدته بحرا و السائبة فاعلة من ساب الماء إذا جرى علىوجه الأرض و يقال سيبت الدابة أي تركتهاتسيب حيث شاءت و يقال للعبد يعتق و لا ولاءعليه لمعتقه سائبة لأنه يضع ماله حيث شاء وأصله المخلاة و هي المسيبة و أخذت من قولهمسابت الحية و انسابت إذا مضت مستمرة والوصل نقيض الفصل و لعن رسول الله (ص)الواصلة و هي التي تصل شعر المرأة بشعر آخرفالوصيلة بمعنى الموصولة كأنها وصلتبغيرها و يجوز أن يكون بمعنى الواصلةلأنها وصلت أخاها و هذا أظهر في الآية وأنشد أهل اللغة في البحيرة:


  • محرمة لا يأكل الناس لحمها و لا نحن فيشي‏ء كذاك البحائر

  • و لا نحن فيشي‏ء كذاك البحائر و لا نحن فيشي‏ء كذاك البحائر

و أنشدوا في السائبة:


  • و سائبة لله ما لي تشكرا إن الله عافىعامرا و مجاشعا

  • إن الله عافىعامرا و مجاشعا إن الله عافىعامرا و مجاشعا

و أنشدوا في الوصيلة لتأبط شرا:


  • أ جدك أما كنت في الناس ناعقا تراعيبأعلى ذي المجاز الوصائلا

  • تراعيبأعلى ذي المجاز الوصائلا تراعيبأعلى ذي المجاز الوصائلا

و أنشد في الحامي:


  • حماها أبو قابوس في غير كنهه كما قد حمىأولاد أولاده الفحلا.

  • كما قد حمىأولاد أولاده الفحلا. كما قد حمىأولاد أولاده الفحلا.

المعنى

ثم أخبر سبحانه أن قوما سألوا مثل سؤالهمفلما أجيبوا إلى ما سألوا كفروا فقال«قَدْ سَأَلَها قَوْمٌ مِنْ قَبْلِكُمْثُمَّ أَصْبَحُوا بِها كافِرِينَ» و فيهأقوال (أحدها) أنهم قوم عيسى (ع) سألوهإنزال المائدة ثم كفروا بها عن ابن عباس (وثانيها) أنهم قوم صالح سألوه‏