أشار أمير المؤمنين (ع) في قوله إن اللهافترض عليكم فرائض فلا تضيعوها و حد لكمحدودا فلا تعتدوها و نهاكم عن أشياء فلاتنتهكوها و سكت لكم عن أشياء و لم يدعهانسيانا فلا تتكلفوها
و قال مجاهد كان ابن عباس إذا سئل عنالشيء لم يجيء فيه أثر يقول هو من العفوثم يقرأ هذه الآية «وَ إِنْ تَسْئَلُواعَنْها حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُتُبْدَ لَكُمْ» معناه و إن ألححتم و سألتمعنها عند نزول القرآن أظهر لكم جوابها إذالم تقصدوا التعنت على النبي محمد (ص) فلاتتكلفوا السؤال عنها في الحال و قيل معناهو إن تسألوا عن أشياء حين ينزل القرآنتحتاجون إليها في الدين من بيان محمد (ص) ونحو ذلك تكشف لكم و هذه الأشياء غيرالأشياء الأولى إلا أنه قال «وَ إِنْتَسْئَلُوا عَنْها» لأنه كان قد سبق ذكرالأشياء و قيل إن الهاء راجعة إلى الأشياءالأولى فبين لهم أنكم إن سألتم عنها عندنزول القرآن في الوقت الذي يأتيه الملكبالقرآن يظهر لكم ما تسألون عنه في ذلكالوقت فلا تسألوه و دعوه مستورا ثم قال«عَفَا اللَّهُ عَنْها» أي عفا الله عنتبعة سؤالكم و يكون تقديره عفا الله عنمسألتكم التي سلفت منكم مما كرهه النبي (ص)«وَ اللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ» فلا تعودواإلى مثلها و هذا قول ابن عباس في رواية عطاو أما على ما ذكرنا من أن قوله «عَفَااللَّهُ» على التقديم فيكون تقدير الآيةلا تسألوا عن أشياء ترك الله ذكرها وبيانها لأنكم لا تحتاجون إليها في التكليفأن تظهر لكم تحزنكم و تغمكم و قال بعضهمأنها نزلت فيما سألت الأمم أنبياءها منالآيات و يؤيده الآية التي بعدها.