مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 3 -صفحه : 408/ 40
نمايش فراداده

كرهتم صحبتهن و إمساكهن «فَعَسى‏ أَنْتَكْرَهُوا شَيْئاً وَ يَجْعَلَ اللَّهُفِيهِ» أي في ذلك الشي‏ء و هو إمساكهن علىكره منكم «خَيْراً كَثِيراً» من ولديرزقكم أو عطف لكم عليهن بعد الكراهة و بهقال ابن عباس و مجاهد فعلى هذا يكون المعنىإن كرهتموهن فلا تعجلوا طلاقهن لعل اللهيجعل فيهن خيرا كثيرا و في هذا حث للأزواجعلى حسن الصبر فيما يكرهون من الأزواج وترغيبهم في إمساكهن مع كراهة صحبتهن إذالم يخافوا في ذلك من ضرر على النفس أوالدين أو المال و يحتمل أن يكون الهاءعائدا إلى الذي تكرهونه أي عسى أن يجعلالله فيما تكرهونه خيرا كثيرا و المعنىمثل الأول و قيل المعنى و يجعل الله فيفراقكم لهن خيرا عن الأصم قال و نظيره وَإِنْ يَتَفَرَّقا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّامِنْ سَعَتِهِ قال القاضي و هذا بعيد لأنالله تعالى حث على الاستمرار على الصحبةفكيف يحث على المفارقة.

سورة النساء (4): الآيات 20 الى 21

وَ إِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدالَ زَوْجٍمَكانَ زَوْجٍ وَ آتَيْتُمْ إِحْداهُنَّقِنْطاراً فَلا تَأْخُذُوا مِنْهُشَيْئاً أَ تَأْخُذُونَهُ بُهْتاناً وَإِثْماً مُبِيناً (20) وَ كَيْفَتَأْخُذُونَهُ وَ قَدْ أَفْضى‏بَعْضُكُمْ إِلى‏ بَعْضٍ وَ أَخَذْنَمِنْكُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً (21)

اللغة

القنطار مأخوذ من القنطرة و منه القنطرللداهية لأنها كالقنطرة في عظم الصورة ويقال قنطر في الأمر يقنطر إذا عظمه بتكثيرالكلام فيه من غير حاجة إليه و البهتانالكذب الذي يواجه به صاحبه على وجهالمكابرة له و أصله التحير من قولهفَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ أي تحير لانقطاعحجته فالبهتان كذب يحير صاحبه لعظمه والإفضاء إلى شي‏ء هو الوصول إليهبالملامسة و أصله من الفضاء و هو السعة فضايفضو فضوا إذا اتسع.

الإعراب

«بُهْتاناً» مصدر وضع موضع الحال و كذلكقوله «وَ إِثْماً» و المعنى أ تأخذونهمباهتين و آثمين.

المعنى‏ لما حث الله على حسن مصاحبة النساء عندالإمساك عقبه ببيان حال الاستبدال فقالمخاطبا للأزواج «وَ إِنْ أَرَدْتُمُ»أيها الأزواج «اسْتِبْدالَ زَوْجٍ مَكانَزَوْجٍ» أي إقامة امرأة مقام امرأة «وَآتَيْتُمْ إِحْداهُنَّ» أي أعطيتمالمطلقة التي تستبدلون بها غيرها