هل تستطيع أن تدعو ربك و أما إدغام اللام في التاء فإنه حسن لأنأبا عمرو أدغم اللام في الثاء في هَلْثُوِّبَ الْكُفَّارُ و التاء أقرب إلىاللام من الثاء و الإدغام إنما يحسن فيالمتقاربين و أنشد سيبويه:
الفرق بين الاستطاعة و القدرة أنالاستطاعة انطباق الجوارح للفعل و القدرةهي ما أوجب كون القادر عليه قادرا و لذلكلا يوصف تعالى بأنه مستطيع و يوصف بأنهقادر و المائدة الخوان قال الأزهري فيتهذيب اللغة هي في المعنى مفعولة و لفظهافاعلة لأنها من العطاء و قد ماد زيد عمراإذا أعطاه و قيل هي من ماد يميد إذا تحركفهي فاعلة و يقال مائدة و ميدة قال الشاعر:
و ماد به البحر يميد فهو مائد إذا تحرك بهو ماد يميد إذا تبختر و ماد أهله إذا مادهمو أصله الحركة.
ثم أخبر سبحانه عن الحواريين و سؤالهمفقال «إِذْ قالَ الْحَوارِيُّونَ» والعامل في إذ قوله «أَوْحَيْتُ» و يحتملأن يكون معناه و اذكر إذ قال الحواريون «ياعِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُرَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنامائِدَةً مِنَ السَّماءِ» قيل فيه أقوال(أحدها) أن يكون معناه هل يفعل ربك ذلكبمسألتك إياه ليكون علما على صدقك و لايجوز أن يكونوا شكوا في قدرة الله تعالىعلى ذلك لأنهم كانوا عارفين مؤمنين وكأنهم سألوه ذلك ليعرفوا صدقه و صحة أمرهمن حيث لا يعرض عليهم فيه إشكال و لا شبهة ومن ثم قالوا «وَ تَطْمَئِنَّ قُلُوبُنا»كما قال إبراهيم «وَ لكِنْ لِيَطْمَئِنَّقَلْبِي» عن أبي علي الفارسي (و ثانيها) أنالمراد هل يقدر ربك و كان هذا في ابتداءأمرهم قبل أن تستحكم معرفتهم بالله و لذلكأنكر عليهم عيسى (ع) فقال «اتَّقُوااللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ»لأنهم لم يستكمل إيمانهم في ذاك الوقت (وثالثها) أن يكون معناه هل يستجيب لك ربك وإليه ذهب السدي في قوله يريد هل يطيعك ربكأن سألته و هذا على أن يكون استطاع بمعنىأطاع كما يكون استجاب بمعنى أجاب قالالزجاج يحتمل مسألة الحواريين عيسى (ع)المائدة على ضربين: (أحدهما)