مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 3 -صفحه : 408/ 42
نمايش فراداده

سورة النساء (4): آية 22

وَ لا تَنْكِحُوا ما نَكَحَ آباؤُكُمْمِنَ النِّساءِ إِلاَّ ما قَدْ سَلَفَإِنَّهُ كانَ فاحِشَةً وَ مَقْتاً وَ ساءَسَبِيلاً (22)

اللغة

النكاح اسم يقع على العقد و منه وَأَنْكِحُوا الْأَيامى‏ مِنْكُمْ و يقععلى الوطء و منه الزَّانِي لا يَنْكِحُإِلَّا زانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً أي لايطأ بالحرام إلا من يطاوعه و منه‏ ملعون من نكح يده و ملعون من نكح بهيمة قال الشاعر:

كبكر تشهى لذيذ النكاح و تفزع من صولةالناكح‏ و أصله الجمع و منه أنكحنا الفرا فسنرى والمقت بغض من أمر قبيح يرتكبه صاحبه يقالمقت الرجل إلى الناس مقاتة و مقته الناسيمقته مقتا فهو مقيت و ممقوت و يقال أن ولدالرجل من امرأة أبيه كان يسمى المقتي ومنهم أشعث بن قيس و أبو معيط جد الوليد بنعقبة.

الإعراب

«إِلَّا ما قَدْ سَلَفَ» استثناء منقطعلأنه لا يجوز استثناء الماضي من المستقبلو نظيره لا تبع من مالي إلا ما بعت و لاتأكل إلا ما أكلت و منه لا يَذُوقُونَفِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَالْأُولى‏ المعنى لكن ما قد سلف فلا جناحعليكم فيه و قال المبرد جاز أن يكون كانزائدة في قوله «إِنَّهُ كانَ فاحِشَةً»فالمعنى أنه فاحشة و أنشد في ذلك قولالشاعر:

فكيف إذا حللت بدار قوم و جيران لناكانوا كرام‏ قال الزجاج هذا غلط منه لأنه لو كان زائدةلم يكن ينصب خبرها و الدليل عليه البيتالذي أنشده:

و جيران لنا كانوا كرام‏ و لم يقل كراما قال علي بن عيسى إنما دخلت«كانَ» ليدل على أن ذلك قبل تلك الحالفاحشة أيضا كما دخلت في قوله وَ كانَاللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً و قوله «وَساءَ سَبِيلًا» أي بئس طريقا ذلك الطريقفسبيلا منصوب على التمييز و فاعل ساء مضمريفسره الظاهر و المخصوص بالذم محذوف.

النزول‏

قيل نزلت فيما كان يفعله أهل الجاهلية مننكاح امرأة الأب عن ابن عباس و قتادة وعكرمة و عطاء و قالوا تزوج صفوان بن أميةامرأة أبيه فاختة بنت الأسود بن المطلب‏