مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 3 -صفحه : 408/ 60
نمايش فراداده

القراءة

قرأ أهل الكوفة «عَقَدَتْ» بغير ألف والباقون عاقدت بألف.

الحجة‏

قال أبو علي الذكر الذي يعود من الصلة إلىالموصول ينبغي أن يكون ضميرا منصوبافالتقدير و الذين عاقدتهم أيمانكم فجعلالأيمان في اللفظ هي المعاقدة و المعنىعلى الحالفين الذين هم أصحاب الأيمان والمعنى و الذين عاقدت حلفهم أيمانكم فحذفالمضاف و أقيم المضاف إليه مقامه فعاقدتأشبه بهذا المعنى لأن لكل نفر منالمعاقدين يمينا على المحالفة و من قالعقدت أيمانكم كان المعنى عقدت حلفهمأيمانكم فحذف الحلف و أقام المضاف إليهمقامه و الذين قالوا عاقدت حملوا الكلامعلى لفظ الإيمان لأن الفعل لم يسند إلىأصحاب الإيمان في اللفظ إنما أسند إلىالإيمان.

اللغة

أصل المولى من ولي الشي‏ء يليه ولاية و هواتصال الشي‏ء بالشي‏ء من غير فاصل والمولى يقع على وجوه المعتق و المعتق و ابنالعم و الورثة و الحليف و الولي و السيدالمطاع و الأولى بالشي‏ء و الأحق و هوالأصل في الجميع فسمي المعتق مولى لأنهأولى بميراث المعتق و المعتق أولى بنصرةالمعتق من غيره و ابن العم أولى بنصرة ابنعمه لقرابته و الورثة أولى بميراث الميتمن غيرهم و الحليف أولى بأمر محالفهللمحالفة التي جرت بينهما و الولي أولىبنصرة من يواليه و السيد أولى بتدبير منيسوده من غيره و منه‏ الخبر أيما امرأة نكحت بغير إذن مولاها أي من هو أولى بالعقد عليها و قال أبوعبيدة في قوله تعالى «النَّارُ هِيَمَوْلاكُمْ» معناه أي هي أولى بكم و أنشدبيت لبيد:

فغدت، كلا الفرجين تحسب أنه مولىالمخافة خلفها و أمامها و الأيمان جمع اليمين و هو اسم يقع علىالقسم و الجارحة و القوة و الأصل فيهالجارحة و ذلك أنهم كانوا يضربون الصفقةللبيع و البيعة بأيمانهم فيأخذ بعضهم بيدبعض على الوفاء و التمسك بالعهد ثميتحالفون عليه فسمي القسم يمينا و قال:

إذا ما راية رفعت لمجد تلقاها عرابةباليمين‏