مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 3 -صفحه : 408/ 69
نمايش فراداده

كتمانها و قد ورد في‏ الحديث إذا أنعم الله تعالى على عبد نعمةأحب أن يرى أثرها عليه‏ «وَ أَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ عَذاباًمُهِيناً» أعددنا للجاحدين ما أنعم اللهعليهم عذابا يهانون فيه و يذلون فأضافالإهانة إلى العذاب إذ كان يحصل به.

سورة النساء (4): الآيات 38 الى 39

وَ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْرِئاءَ النَّاسِ وَ لا يُؤْمِنُونَبِاللَّهِ وَ لا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَنْ يَكُنِ الشَّيْطانُ لَهُ قَرِيناًفَساءَ قَرِيناً (38) وَ ما ذا عَلَيْهِمْلَوْ آمَنُوا بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِالْآخِرِ وَ أَنْفَقُوا مِمَّارَزَقَهُمُ اللَّهُ وَ كانَ اللَّهُبِهِمْ عَلِيماً (39)

اللغة

القرين أصله من الاقتران و منه القرن لأهلالعصر لاقترانهم و القرن المقاوم في الحربو القرين الصاحب المألوف و قال عدي بن زيد:

عن المرء لا تسأل و أبصر قرينة فإنالقرين بالمقارن يقتدي‏.

الإعراب

إعراب الذين يحتمل أن يكون ما قلناه فيالآية المتقدمة و يحتمل أن يكون عطفا علىالكافرين فكأنه قال و أعتدنا للكافرين وللذين ينفقون أموالهم رئاء الناس رئاءمصدر وضع موضع الحال فكأنه قال ينفقونمرائين الناس و قرينا نصب على التفسير وموضع ذا من «ما ذا عَلَيْهِمْ» يحتملوجهين (أحدهما) أن يكون مرفوعا لأنه فيموضع الذي و تقديره و ما الذي عليهم لوآمنوا (و الثاني) أن يكون لا موضع له لأنهمع ما بمنزلة اسم واحد و تقديره و أي شي‏ءعليهم لو آمنوا.

المعنى

ثم عطف على ما تقدم بذكر المنافقين فقال«الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْرِئاءَ النَّاسِ» أي مراءاة الناس «وَ لايُؤْمِنُونَ» أي و لا يصدقون «بِاللَّهِوَ لا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ» الذي فيهالثواب و العقاب جمع الله سبحانه في الذم والوعيد بين من ينفق ماله بالرياء و السمعةو من لم ينفق أصلا «وَ مَنْ يَكُنِالشَّيْطانُ لَهُ قَرِيناً» أي صاحبا وخليلا في الدنيا يتبع أمره و يوافقه علىالكفر و قيل يعني في القيامة و في النار«فَساءَ قَرِيناً» أي بئس القرين الشيطانلأنه يدعوه إلى المعصية المؤدية إلى النارو قيل بئس القرين الشيطان حيث يتلاعنان ويتباغضان‏