مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 3 -صفحه : 408/ 71
نمايش فراداده

النون فلكثرة الاستعمال فكأنهم أرادوا أنيجزموا الكلمة مرة أخرى فلم يجدوا حركةيسقطونها فأسقطوا الحرف و قد ورد القرآنبالحذف و الإثبات قال سبحانه إِنْ يَكُنْغَنِيًّا أَوْ فَقِيراً و مثل تك قولهم لاأدر و لم أبل و الأصل لا أدري و لم أبال ولدن في موضع جر و فيه لغات لد و لدن و لدى ولدا و المعنى واحد و معناه من قبله و لدنلما يليك و عند تكون لما يليك و لما بعد منكتقول عندي مال و إن كان بينك و بينه بعد وإذا أضفته إلى نفسك زدت فيه نونا أخرىليسلم سكون النون تقول لدني و لدنا و كذلكمني و منا.

المعنى

«إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ» أحدا قط«مِثْقالَ ذَرَّةٍ» أي زنة ذرة و هيالنملة الحمراء الصغيرة التي لا تكاد ترىعن ابن عباس و ابن زيد و هي أصغر النمل وقيل هي جزء من أجزاء الهباء في الكوة منأثر الشمس و إنما لا يختار الله تعالىالظلم و لا يجوز عليه الظلم لأنه عالمبقبحه مستغن عنه و عالم بغناء عنه و إنمايختار القبيح من يختاره لجهله بقبحه أولحاجته إليه لدفع ضرر أو لجر نفع أو لجهلهباستغنائه عنه و الله سبحانه منزه عن جميعذلك و عن سائر صفات النقص و العجز و لم يذكرسبحانه الذرة ليقصر الحكم عليها بل إنماخصها بالذكر لأنها أقل شي‏ء مما يدخل فيوهم البشر «وَ إِنْ تَكُ حَسَنَةًيُضاعِفْها» و معناه و إن تك زنة الذرةحسنة يقبلها و يجعلها أضعافا كثيرة و قيليجعلها ضعفين عن أبي عبيدة و قيل معناهيديمها و لا يقطعها و مثله قوله فَمَنْيَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراًيَرَهُ و كلتا الآيتين غاية في الحث علىالطاعة و النهي عن المعصية و قوله «وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ» أي يعطه من عنده«أَجْراً عَظِيماً» أي جزاء عظيما و هوثواب الجنة و في هذه الآية دلالة على أنمنع الثواب و النقصان منه ظلم لأنه لو لميكن كذلك لما كان لهذا الترغيب في الآيةمعنى و فيها أيضا دلالة على أنه سبحانهقادر على الظلم لأنه نزه نفسه عن فعل الظلمو تمدح بذلك فلو لم يكن قادرا عليه لم يكنفيه مدحة.

سورة النساء (4): الآيات 41 الى 42

فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍبِشَهِيدٍ وَ جِئْنا بِكَ عَلى‏ هؤُلاءِشَهِيداً (41) يَوْمَئِذٍ يَوَدُّالَّذِينَ كَفَرُوا وَ عَصَوُاالرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُالْأَرْضُ وَ لا يَكْتُمُونَ اللَّهَحَدِيثاً (42)

القراءة

قرأ أهل الكوفة غير عاصم تسوى مفتوحةالتاء خفيفة السين و قرأ يزيد و نافع و ابنعامر بفتح التاء و تشديد السين و قرأالباقون تسوى بضم التاء و تخفيف السين.