مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 3 -صفحه : 408/ 93
نمايش فراداده

سورة النساء (4): آية 58

إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْتُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى‏ أَهْلِهاوَ إِذا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْتَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَنِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَكانَ سَمِيعاً بَصِيراً (58)

القراءة

قد ذكرنا الاختلاف بين القراء في نعما ووجوه قراءتهم و حججها في سورة البقرة.

اللغة

يقال أديت الشي‏ء تأدية و قد يوضع الأداءموضع التأدية فيقام الاسم مقام المصدر والسميع هو من كان على صفة يجب لأجلها أنيسمع المسموعات إذا وجدت و البصير من كانعلى صفة يجب لأجلها أن يبصر المبصرات إذاوجدت و السامع هو المدرك للمسموعات والمبصر هو المدرك للمبصرات و لهذا يوصفالقديم فيما لم يزل بأنه سميع بصير و لايوصف في القدم بأنه سامع مبصر.

الإعراب

قوله «نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ» تقديرهنعم شيئا شي‏ء يعظكم به فيكون شيئا تبيينالاسم الجنس المضمر الذي هو فاعل نعم والمخصوص بالمدح قد حذف و أقيمت صفته مقامهو قوله «نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ» جملةفي موضع رفع بأنه خبر أن.

المعنى

ثم أمر سبحانه بأداء الأمانة فقال «إِنَّاللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّواالْأَماناتِ إِلى‏ أَهْلِها» قيل فيالمعنى بهذه الآية أقوال (أحدها) أنها في كل من اوتمن أمانة من الأمانات وأمانات الله أوامره و نواهيه و أماناتعباده فيما يأتمن بعضهم بعضا من المال وغيره عن ابن عباس و أبي بن كعب و ابن مسعودو الحسن و قتادة و هو المروي عن أبي جعفر وأبي عبد الله (ع) (و ثانيها) إن المراد به ولاة الأمر أمرهمالله أن يقوموا برعاية الرعية و حملهم علىموجب الدين و الشريعة عن زيد بن أسلم ومكحول و شهر بن حوشب و هو اختيار الجبائي ورواه أصحابنا عن أبي جعفر الباقر و أبي عبد الله الصادققالا أمر الله تعالى كل واحد من الأئمة أنيسلم الأمر إلى من بعده، و يعضده أنهسبحانه أمر الرعية بعد هذا بطاعة ولاةالأمر و روي عنهم أنهم قالوا آيتان إحداهما لنا والأخرى لكم قال الله «إِنَّ اللَّهَيَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّواالْأَماناتِ إِلى‏ أَهْلِها» الآية ثمقال «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواأَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُواالرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِمِنْكُمْ» الآية و هذا القول داخل في القول الأول لأنه منجملة ما ائتمن الله عليه الأئمة الصادقينو لذلك‏ قال أبو جعفر (ع) إن أداء الصلاة و الزكاة والصوم و الحج من الأمانة و يكون من جملتهاالأمر لولاة الأمر بقسم الصدقات و الغنائمو غير ذلك مما يتعلق به حق الرعية و قد عظم الله سبحانه أمر الأمانة بقوله«يَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْيُنِ» و قوله«لا تَخُونُوا اللَّهَ‏