عائدة على الجن فيكون المعنى و الله خلقالجن فكيف يكونون شركاء له و يجوز أن يكونالمعنى و خلق الجن و الإنس جميعا و روي أنيحيى بن يعمر قرأ و خلقهم بسكون اللام أي وخلق الجن يعني ما يخلقونه و يأفكون فيه ويكذبونه كأنه قال جعلوا الجن شركاءه وأفعالهم شركاء أفعاله أو شركاء له إذا عنىبذلك الأصنام و نحوها و قيل إن المعنيبالآية المجوس إذ قالوا يزدان و أهرمن و هوالشيطان عندهم فنسبوا خلق المؤذيات والشرور و الأشياء الضارة إلى أهرمن وجعلوه بذلك شريكا له و مثلهم الثنويةالقائلون بالنور و الظلمة «وَ خَرَقُوالَهُ بَنِينَ وَ بَناتٍ» أي اختلقوا وموهوا و افتروا الكذب على الله و نسبواالبنين و البنات إلى الله فإن المشركينقالوا الملائكة بنات الله و النصارى قالواالمسيح ابن الله و اليهود قالوا عزير ابنالله «بِغَيْرِ عِلْمٍ» أي بغير حجة ويجوز أن يكون معناه بغير علم منهم بماعليهم عاجلا و آجلا و يجوز أن يكون معناهبغير علم منهم بما قالوه على حقيقة لكنجهلا منهم بالله و بعظمته تعالى«سُبْحانَهُ» أي تنزيها له عما يقولون «وَتَعالى عَمَّا يَصِفُونَ» من ادعائهم لهشركاء و اختراقهم له بنين و بنات أي هو يجلمن أن يوصف بما وصفوه به و إنما صار اتخاذالولد نقصا لأنه لا يخلو من أن يكون ولادةأو تبنيا و كلاهما يوجب التشبيه و من أشبهالمحدث كان على صفة نقص «بَدِيعُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ» أيمبدعهما و منشئهما بعلمه ابتداء لا منشيء و لا على مثال سبق و هو المروي عن أبيجعفر (ع) «أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ» أي كيفيكون له ولد و من أين يكون له ولد «وَ لَمْتَكُنْ لَهُ صاحِبَةٌ» أي زوجة و إنمايكون الولد من النساء فيما يتعارفونه «وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ» في هذا نفيللصاحبة و الولد فإن من خلق الأشياء لايكون شيء من خلقه صاحبة له و لا ولدا ولأن الأشياء كلها مخلوقة له فكيف يتعززبالولد و يتكثر به «وَ هُوَ بِكُلِّشَيْءٍ عَلِيمٌ» يعلم الأشياء كلهاموجودها و معدومها لا يخفى عليه خافية و منقال أن في قوله «وَ خَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ»دلالة على خلق أفعال العباد فجوابه أنالمفهوم منه أنه أراد المخلوقات كما يفهمالمأكولات من قول من قال أكلت كل شيء والمخلوقات كلها بما فيها من التقديرالعجيب يضاف خلقها إليه سبحانه على أنهسبحانه قد نزه نفسه عن إفك العباد و كذبهمفلو كان خلقا له لما تنزه عنه.