يُطْعَمُ و روى العياشي بالإسناد المتصل أن الفضل بنسهل ذا الرياستين سأل أبا الحسن علي بنموسى الرضا (ع) فقال أخبرني عما اختلفالناس فيه من الرؤية فقال من وصف اللهبخلاف ما وصف به نفسه فقال أعظم الفرية علىالله «لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَ هُوَيُدْرِكُ الْأَبْصارَ» و هذه الأبصارليست هي الأعين إنما هي الأبصار التي فيالقلوب لا يقع عليه الأوهام و لا يدرك كيفهو «وَ هُوَ اللَّطِيفُ» قيل في معناه وجوه(أحدها) أنه اللاطف بعباده بسبوغ الإنعامغير أنه عدل عن وزن فاعل إلى فعيل للمبالغة(و الثاني) أن معناه لطيف التدبير إلا أنهحذف لدلالة الكلام عليه- (و الثالث) أناللطيف الذي يستقل الكثير من نعمه ويستكثر القليل من طاعة عباده (و الرابع) أناللطيف الذي إذا دعوته لباك و إن قصدتهآواك و إن أحببته أدناك و إن أطعته كافأك وإن عصيته عافاك و إن أعرضت عنه دعاك و إنأقبلت إليه هداك (و الخامس) اللطيف منيكافي الوافي و يعفو عن الجافي (و السادس)اللطيف من يعز المفتخر به و يغني المفتقرإليه (و السابع) اللطيف من يكون عطاؤه خيرةو منعه ذخيرة «الْخَبِيرُ» العليم بكلشيء من مصالح عباده فيدبرهم عليها وبأفعالهم فيجازيهم عليها.
قَدْ جاءَكُمْ بَصائِرُ مِنْ رَبِّكُمْفَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَ مَنْعَمِيَ فَعَلَيْها وَ ما أَنَاعَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ (104) وَ كَذلِكَنُصَرِّفُ الْآياتِ وَ لِيَقُولُوادَرَسْتَ وَ لِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍيَعْلَمُونَ (105)
قرأ ابن كثير و أبو عمرو دارست و قرأ ابنعامر و يعقوب و سهل درست بفتح السين و سكونالتاء و الباقون «دَرَسْتَ» و في قراءةعبد الله و أبي درس أي ليقولوا درس محمد وروي عن ابن عباس و الحسن درست.
من قرأ دارست فمعناه أنك دارست أهل الكتابو ذاكرتهم و يقويه قوله وَ أَعانَهُعَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ و من قرأ«دَرَسْتَ» فحجته أن ابن مسعود قرأ درسفأسند الفعل فيه إلى الغيبة كما أسند إلىالخطاب و من قرأ درست فهو من الدروس الذيهو تعفي الأثر أي انمحت و يكون اللام في«لِيَقُولُوا» على هذا بمعنى لكراهية أنيقولوا و لأن لا يقولوا أنها أخبار قدتقدمت فطال العهد بها و باد من كان يعرفهالأن تلك الأخبار لا تخلو من خلل فإذا سلم