الكتاب منه لم يكن لطاعن فيه مطعن و أماعلى القراءتين الأوليين فاللام فيليقولوا كالتي في قوله «لِيَكُونَ لَهُمْعَدُوًّا وَ حَزَناً» و لم يلتقطوه لذلككما لم يصرف الآيات ليقولوا درست و دارست ولكن لما قالوا ذلك أطلق على هذا للاتساع وأما قراءة ابن عباس درست ففيه ضمير الآياتو معناه درستها أنت يا محمد و يجوز أن يكونمعناه عفت و تنوسيت فيكون كقوله إِنْ هذاإِلَّا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ.
اللغة
البصيرة البينة و الدلالة التي يبصر بهاالشيء على ما هو به و البصائر جمعها والبصيرة مقدار الدرهم من الدم و البصرةالترس و البصيرة الثأر و الدية قال الشاعر:
جاءوا بصائرهم على أكتافهم
و بصيرتييعدو بها عتد و أي
و بصيرتييعدو بها عتد و أي
و بصيرتييعدو بها عتد و أي
الإعراب
«كَذلِكَ» موضع الكاف نصب منه بكونه صفةللمصدر أي تصريفا مثل ذلك التصريف و اللامفي «وَ لِيَقُولُوا» معطوف على محذوفتقديره ليجحدوا و ليقولوا درست و اللاملام العاقبة.
المعنى
ثم بين سبحانه أنه بعد هذه الآيات قد أزاحالعلة للمكلفين فقال «قَدْ جاءَكُمْ»أيها الناس «بَصائِرُ» بينات و دلالات«مِنْ رَبِّكُمْ» تبصرون بها الهدى منالضلال و تميزون بها بين الحق و الباطل ووصف البينة بأنها جاءت تفخيما لشأنها كمايقال جاءت العافية و انصرف المرض و أقبلالسعد «فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ» أيمن تبين هذه الحجج بأن نظر فيها حتى أوجبتله العلم فمنفعة ذلك تعود إليه و لنفسه نظر«وَ مَنْ عَمِيَ» فلم ينظر فيها و صدف عنها«فَعَلَيْها» أي على نفسه وباله و بها أضرو إياها ضر فسمي