مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 4 -صفحه : 438/ 112
نمايش فراداده

العلم و التبيين إبصارا و الجهل عمى مجازاو توسعا و في هذا دلالة على أن المكلفينمخيرون في أفعالهم غير مجبرين ثم أمرسبحانه نبيه بأن يقول لهم «وَ ما أَنَاعَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ» أي لست أنا الرقيبعلى أعمالكم قال الزجاج معناه لست آخذكمبالإيمان أخذ الحفيظ عليكم و الوكيل و هذاقبل الأمر بالقتال فلما أمر النبي (ص)بالقتال صار حفيظا عليهم و مسيطرا على كلمن تولى «وَ كَذلِكَ» أي و كما صرفناالآيات قبل «نُصَرِّفُ» هذه «الْآياتِ»قال علي بن عيسى و التصريف إجراء المعنىالدائر في المعاني المتعاقبة لتجتمع فيهوجوه الفائدة «وَ لِيَقُولُوا دَرَسْتَ»ذلك يا محمد أي تعلمته من اليهود قالالزجاج و هذه اللام تسميها أهل اللغة لامالصيرورة أي أن السبب الذي أداهم إلى أنقالوا درست هو تلاوة الآيات و كذلك دارستأي دارست أهل الكتابين و قارأتهم وذاكرتهم عن الحسن و مجاهد و السدي و ابنعباس «وَ لِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍيَعْلَمُونَ» معناه لنبين الذي هذهالآيات دالة عليه للعلماء الذين يعقلون مانورده عليهم و إنما خصهم بذلك لأنهمانتفعوا به دون غيرهم.

سورة الأنعام (6): الآيات 106 الى 107

اتَّبِعْ ما أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْرَبِّكَ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ وَ أَعْرِضْعَنِ الْمُشْرِكِينَ (106) وَ لَوْ شاءَاللَّهُ ما أَشْرَكُوا وَ ما جَعَلْناكَعَلَيْهِمْ حَفِيظاً وَ ما أَنْتَعَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ (107)

اللغة‏‏

الاتباع أن يتصرف الثاني بتصريف الأول والنبي كان يتصرف في الدين بتصريف الوحيفلذلك كان متبعا و كذلك كل متدبر بتدبيرغيره فهو متبع له و الإيحاء هو إلقاءالمعنى إلى النفس على وجه يخفى و الإعراضأصله الانصراف بالوجه إلى جهة العرض و منه:


  • و أعرضت اليمامة و اشمخرت كأسياف بأيديمصلتينا

  • كأسياف بأيديمصلتينا كأسياف بأيديمصلتينا

أي ظهرت كالظهور بالعرض و منه المعارضةلظهور المساواة بها كالظهور بالعرض‏