مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 4 -صفحه : 438/ 139
نمايش فراداده

صدره عنه أو كان قلبه يصعد في السماء نبواعن الإسلام و الحكمة عن الزجاج (و ثانيها)أن معنى يصعد كأنه يتكلف مشقة في ارتقاءصعود و على هذا قيل عقبة عنوت و كؤود عن أبيعلي الفارسي قال و لا يكون السماء في هذاالقول المظلة للأرض و لكن كما قال سيبويهالقيدود الطويل في غير سماء أي في غيرارتفاع صعدا و قريب منه ما روي عن سعيد بنجبير أن معناه كأنه لا يجد مسلكا إلا صعدا(و ثالثها) أن معناه كأنما ينزع قلبه إلىالسماء لشدة المشقة عليه في مفارقة مذهبه«كَذلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ» أيالعذاب عن ابن زيد و غيره من أهل اللغة وقيل هو ما لا خير فيه عن مجاهد «عَلَىالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ» و في هذا دلالةعلى صحة التأويل الأول لأنه تعالى بين أنالإضلال المذكور في الآية كان على وجهالعقوبة على الكفر و لو كان المراد بهالإجبار على الكفر لقال كذلك لا يؤمن منجعل الله الرجس على قلبه و وجه التشبيه فيقوله «كَذلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُالرِّجْسَ» أنه يجعل الرجس على هؤلاء كمايجعل ضيق الصدر في قلوب أولئك و أن كل ذلكعلى وجه الاستحقاق و

روى العياشي بإسناده عن أبي بصير عن خيثمةقال سمعت أبا جعفر (ع) يقول أن القلب يتقلبمن لدن موضعه إلى حنجرته ما لم يصب الحقفإذا أصاب الحق قر ثم قرأ هذه الآية.

سورة الأنعام (6): الآيات 126 الى 127

وَ هذا صِراطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيماً قَدْفَصَّلْنَا الْآياتِ لِقَوْمٍيَذَّكَّرُونَ (126) لَهُمْ دارُ السَّلامِعِنْدَ رَبِّهِمْ وَ هُوَ وَلِيُّهُمْبِما كانُوا يَعْمَلُونَ (127)

المعنى‏‏

ثم أشار تعالى إلى ما تقدم من البيان فقال«وَ هذا صِراطُ رَبِّكَ» أي طريق ربك و هوالقرآن عن ابن مسعود و الإسلام عن ابن عباسو إنما أضافه إلى نفسه لأنه تعالى هو الذيدل عليه و أرشد إليه «مُسْتَقِيماً» لااعوجاج فيه و إنما انتصب على الحال و إنماوصف الصراط الذي هو أدلة الحق بالاستقامةمع اختلاف وجوه الأدلة لأنها مع اختلافهاتؤدي إلى الحق فكأنها طريق واحد لسلامةجميعها من التناقض و الفساد «قَدْفَصَّلْنَا الْآياتِ» أي بيناها وميزناها «لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ» و أصلهيتذكرون خص المتذكرين بذلك لأنهمالمنتفعون بالحجج كما قال هُدىًلِلْمُتَّقِينَ «لَهُمْ دارُ السَّلامِ»أي للذين تذكروا