مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 4 -صفحه : 438/ 265
نمايش فراداده

أن ذكر الملة تقدم فيكون تحقيق الكلام إناسنخرج من قريتكم و لا نعود فيها إلا أنيشاء الله بما ينجزه لنا من الوعد فيالإظهار عليكم و الظفر بكم فنعود فيها (وخامسها) أن يكون المعنى إلا أن يشاء اللهأن يردكم إلى الحق فنكون جميعا على ملةواحدة غير مختلفة لأنه لما قال حاكيا عنهمأو لتعودن في ملتنا كان معناه أو لنكوننعلى ملة واحدة غير مختلفة فحسن أن يقول منبعد إلا أن يشاء الله أن يجمعكم معنا علىملة واحدة فإن قيل فكان الله تعالى ما شاءأن يرجع الكفار إلى الحق قلنا بلى قد شاءذلك إلا أنه إنما شاء بأن يؤمنوا مختارينليستحقوا الثواب و لم يشأ على كل حال إذ لوشاءه على كل حال جاز ألا يقع منهم ذلكفكأنه قال إن ملتنا لا تكون واحدة أبدا إلاأن يشاء الله أن يلجئكم إلى الإيمان والاجتماع معنا على ملتنا «وَسِعَ رَبُّناكُلَّ شَيْ‏ءٍ عِلْماً» انتصب علما علىالتمييز و تقديره وسع علم ربنا كل شي‏ءفنقل الفعل إلى نفسه لما فيه من جزالةاللفظ و فخامة المعنى و قيل في وجه اتصالهبما قبله إن الملة إنما يتعبد بها على حسبما في المعلوم من المصلحة فالمعنى أنهسبحانه أحاط علمه بكل شي‏ء فهو أعلم بماهو أصلح لنا فيتعبدنا به و قيل إن المرادبه أنه عالم بما يكون منا من عود أو ترك«عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنا» في الانتصارمنكم و في كل أمورنا «رَبَّنَا افْتَحْبَيْنَنا وَ بَيْنَ قَوْمِنا بِالْحَقِّ»هذا سؤال من شعيب و رغبة منه إلى الله في أنيحكم بينه و بين قومه بالحق على سبيلالانقطاع إليه سبحانه و إن كان من المعلومأن الله سيفعله لا محالة و قيل إن معناهاكشف بيننا و بين قومنا و بين أينا على حق وهذا استعجال منه للنصر «وَ أَنْتَ خَيْرُالْفاتِحِينَ» أي خير الحاكمين والفاصلين.

سورة الأعراف (7): الآيات 90 الى 93

وَ قالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوامِنْ قَوْمِهِ لَئِنِ اتَّبَعْتُمْشُعَيْباً إِنَّكُمْ إِذاً لَخاسِرُونَ(90) فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُفَأَصْبَحُوا فِي دارِهِمْ جاثِمِينَ (91)الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْباً كَأَنْلَمْ يَغْنَوْا فِيهَا الَّذِينَكَذَّبُوا شُعَيْباً كانُوا هُمُالْخاسِرِينَ (92) فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقالَ يا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْرِسالاتِ رَبِّي وَ نَصَحْتُ لَكُمْفَكَيْفَ آسى‏ عَلى‏ قَوْمٍ كافِرِينَ(93)