مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 4 -صفحه : 438/ 311
نمايش فراداده

ذلك القليل منهم فخرج الكلام على الغالب«مِنْ بَعْدِهِ» أي من بعد خروج موسى إلىالميقات عن الجبائي و غيره «مِنْحُلِيِّهِمْ» التي استعاروها من قومفرعون و كانت بنو إسرائيل بمنزلة أهلالجزية في القبط و كان لهم يوم عيد يتزينونفيه و يستعيرون من القبط الحلي فوافق ذلكعيدهم فاستعاروا حلي القبط فلما أخرجهمالله من مصر و غرق فرعون بقيت تلك الحلي فيأيديهم فاتخذ السامري منها «عِجْلًا» و هوولد البقرة «جَسَداً» أي مجسدا لا روح فيهو قيل لحما و دما عن وهب «لَهُ خُوارٌ» أيصوت و

روي في الشواذ عن علي (ع) جؤار بالجيم والهمزة

و هو الصوت أيضا و في كيفية خوار العجل معأنه مصوغ من ذهب خلاف فقيل أخذ السامريقبضة من تراب أثر فرس جبرائيل (ع) يوم قطعالبحر فقذف ذلك التراب في فم العجل فتحوللحما و دما و كان ذلك معتادا غير خارقللعادة و جاز أن يفعل الله تعالى ذلك بمجرىالعادة عن الحسن و قيل أنه احتال بإدخالالريح كما يعمل هذه الآلات التي تصوتبالحيل عن الزجاج و الجبائي و البلخي وإنما أضاف سبحانه الصوت إليه لأنه كانمحله عند دخول الريح جوفه و كان السامريعندهم مهيبا مطاعا فيما بينهم فأرجف أنموسى (ع) قد مات لما لم يرجع على رأسالثلاثين فدعاهم إلى عبادة العجل فأطاعوهو لم يطيعوا هارون و عبدوا العجل على ما مرذكره في سورة البقرة ثم أنكر سبحانه ذلكعليهم فقال «أَ لَمْ يَرَوْا» أي أ لميعلموا «أَنَّهُ لا يُكَلِّمُهُمْ» بمايجدي عليهم نفعا أو يدفع عنهم ضررا «وَ لايَهْدِيهِمْ سَبِيلًا» أي لا يهديهم إلىخير ليأتوه و لا إلى شر ليجتنبوه دل سبحانهبهذا على فساد ما ذهبوا إليه فإن من لايتكلم في خير و شر و لا يهدي إلى طريق فهوجماد لا ينفع و لا يضر فكيف يكون إلهامعبودا «اتَّخَذُوهُ» أي اتخذوه إلها وعبدوه «وَ كانُوا ظالِمِينَ» باتخاذهم لهإلها واضعين للعبادة في غير موضعها.

سورة الأعراف (7): آية 149

وَ لَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا قالُوالَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنا رَبُّنا وَيَغْفِرْ لَنا لَنَكُونَنَّ مِنَالْخاسِرِينَ (149)

القراءة‏‏

لئن لم ترحمنا بالتاء ربنا بالنصب و تغفرلنا بالتاء كوفي غير عاصم و الباقون«يَرْحَمْنا» «وَ يَغْفِرْ لَنا» بالياء«رَبُّنا» بالرفع.

الحجة‏‏

من قرأ بالياء جعل الفعل للغيبة و ارتفعربنا به و يغفر لنا فيه ضمير ربنا و من‏