مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 4 -صفحه : 438/ 404
نمايش فراداده

المعنى‏‏

ثم وصف سبحانه صلاتهم فقال «وَ ما كانَصَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ» يعني هؤلاءالمشركين الصادين عن المسجد الحرام«إِلَّا مُكاءً وَ تَصْدِيَةً» قال ابنعباس كانت قريش يطوفون بالبيت عراة يصفرونو يصفقون و صلاتهم معناه دعاؤهم أي يقيمونالمكاء و التصدية مكان الدعاء و التسبيح وقيل أراد ليس لهم صلاة و لا عبادة و إنمايحصل منهم ما هو ضرب من اللهو و اللعبفالمسلمون الذين يطيعون الله و يعبدونهعند هذا البيت أحق بمنع المشركين منه و رويأن النبي (ص) كان إذا صلى في المسجد الحرامقام رجلان من بني عبد الدار عن يمينهفيصفران و رجلان عن يساره يصفقان بأيديهمافيخلطان عليه صلاته فقتلهم الله جميعاببدر و لهم يقول و لبقية بني عبد الدار«فَذُوقُوا الْعَذابَ» يعني عذاب السيفيوم بدر عن الحسن و الضحاك و قيل عذابالآخرة على هذا يكون في الكلام حذف أي يقاللهم إذا عذبوا ذوقوا العذاب «بِماكُنْتُمْ تَكْفُرُونَ» بتوحيد الله.

سورة الأنفال (8): الآيات 36 الى 37

إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَأَمْوالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِاللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَها ثُمَّتَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّيُغْلَبُونَ وَ الَّذِينَ كَفَرُواإِلى‏ جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ (36)لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَالطَّيِّبِ وَ يَجْعَلَ الْخَبِيثَبَعْضَهُ عَلى‏ بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُجَمِيعاً فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ (37)

اللغة‏‏

الحسرة الغم بما انكشف من فوت استدراكالخطيئة و أصله الكشف من قولهم حسر عنذراعه يحسر حسرا و التمييز إخراج الشي‏ءعما خالفه مما ليس منه و إلحاقه بما هو منهيقال ميزه يميزه و مازه و يميزه فامتاز وانماز الأزهري الركم جمعك شيئا فوق شي‏ءحتى تجعله ركاما مركوما مرتكما و هوالمتراكب بعضه فوق بعض.

النزول‏

قيل نزلت في أبي سفيان بن حرب استأجر يومأحد ألفين من الأحابيش يقاتل بهم النبي (ص)سوى من استجاشهم من العرب و فيهم يقول كعببن مالك:


  • فجئنا إلى موج من البحر وسطهم أحابيشمنهم حاسر و مقنع‏

  • أحابيشمنهم حاسر و مقنع‏ أحابيشمنهم حاسر و مقنع‏