مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 4 -صفحه : 438/ 406
نمايش فراداده

في الآخرة «فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ»فيعاقبهم به كما قال «يَوْمَ يُحْمى‏عَلَيْها فِي نارِ جَهَنَّمَ» الآية و قيلمعناه ليميز الله الكافر من المؤمن فيالدنيا بالغلبة و النصر و الأسماء الحسنةو الأحكام المخصوصة و في الآخرة بالثواب والجنة عن أبي مسلم و قيل بأن يجعل الكافرفي جهنم و المؤمن في الجنة و يجعل الخبيثبعضه على بعض في جهنم يضيقها عليهم فيركمهجميعا أي يجمع الخبيث حتى يصير كالسحابالمركوم بأن يكون بعضهم فوق بعض في النارمجتمعين فيها فيجعله في جهنم أي فيدخلهجهنم «أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ» قدخسروا أنفسهم لأنهم اشتروا بإنفاقالأموال في المعصية عذاب الله في الآخرة.

سورة الأنفال (8): الآيات 38 الى 40

قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْيَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ ما قَدْسَلَفَ وَ إِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْسُنَّتُ الْأَوَّلِينَ (38) وَ قاتِلُوهُمْحَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَ يَكُونَالدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِانْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمايَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (39) وَ إِنْتَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَمَوْلاكُمْ نِعْمَ الْمَوْلى‏ وَ نِعْمَالنَّصِيرُ (40)

اللغة‏‏

الانتهاء الإقلاع عن الشي‏ء لأجل النهييقال نهاه عن كذا فانتهى و السنة و الطريقةو السيرة نظائر قال:


  • فلا تجزعن من سنة أنت سرتها فأول راضيسنة من يسيرها

  • فأول راضيسنة من يسيرها فأول راضيسنة من يسيرها

و السلوف التقدم و التولي عن الدين الذهابعنه إلى خلافه و التولي فيه هو الذهاب إلىجهة الحق و متابعته.

الإعراب‏‏

«وَ إِنْ تَوَلَّوْا» شرط و قوله«فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلاكُمْ»أمر في موضع الجواب و إنما جاز ذلك لأن فيهمعنى الخبر فكأنه قال فواجب عليكم العلمبأن الله مولاكم.

المعنى‏‏

ثم أمر سبحانه نبيه (ص) بدعائهم إلى التوبةو الإيمان فقال «قُلْ» يا محمد«لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا»أي يتوبوا عما هم عليه من الشرك و يمتنعوامنه «يُغْفَرْ لَهُمْ ما قَدْ