مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 4 -صفحه : 438/ 422
نمايش فراداده

كفروا مصممين على الكفر فهم لا يؤمنون وإنما حسن عطف جملة اسمية على جملة فعليةلما فيها من التأدية إلى معنى الحال و ذلكأن صبابتهم في الكفر و إصرارهم عليه أدىإلى الحال في أنهم لا يؤمنون و قوله «ثُمَّيَنْقُضُونَ» عطف المستقبل على الماضيلأن الغرض أن من شأنهم نقض العهد بعد مرةفي مستقبل أوقاتهم بعد العهد إليهم.

المعنى‏‏

ثم ذم سبحانه الكفار فقال «إِنَّ شَرَّالدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ» أي شر من يدبعلى وجه الأرض في معلوم الله أو في حكمالله «الَّذِينَ كَفَرُوا» و استمروا علىكفرهم «فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ» هذا إخبارعن قوم من المشركين أنهم لا يؤمنون أبدافخرج المخبر على وفق الخبر فماتوا مشركينثم وصفهم الله فقال «الَّذِينَ عاهَدْتَمِنْهُمْ» أي من جملتهم و الضمير العائدإلى الذين محذوف أي الذين عاهدت منهم أي منالمشركين و قيل إن من مزيدة و إنما دخلتلأن معنى عاهدتم أخذت العهد منهم و كما قالرَدِفَ لَكُمْ لأن معنى ردف قرب فعومل بمايعامل به و قيل معناه عاهدت معهم قال مجاهدأراد به يهود بني قريظة فإنهم كانوا قدعاهدوا النبي (ص) على أن لا يضروا به و لايمالئوا عليه عدوا ثم مالئوا عليه الأحزابيوم الخندق و أعانوهم عليه بالسلاح وعاهدوا مرة بعد أخرى فنقضوا فانتقم اللهمنهم «ثُمَّ يَنْقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِيكُلِّ مَرَّةٍ» أي كلما عاهدتهم نقضواالعهد و لم يفوا به «وَ هُمْ لايَتَّقُونَ» نقض العهد و قيل لا يتقونعذاب الله تعالى.

سورة الأنفال (8): الآيات 57 الى 58

فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِفَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْلَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (57) وَ إِمَّاتَخافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيانَةًفَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلى‏ سَواءٍإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْخائِنِينَ(58)

اللغة‏‏

الثقف الظفر و الإدراك بسرعة و التشريدالتفريق على اضطراب و الخيانة نقض العهدفيما اوتمن عليه و النبذ إلقاء الخبر إلىمن لا يعلمه و السواء العدل قال الراجز:


  • فاضرب وجوه الغرر الأعداء حتى يجيبوكإلى السواء

  • حتى يجيبوكإلى السواء حتى يجيبوكإلى السواء

أي إلى العدل و منه قيل للوسط سواءلاعتداله إلى الجهات قال حسان:


  • يا ويح أنصار النبي و رهطه بعد المغيبفي سواء الملحد

  • بعد المغيبفي سواء الملحد بعد المغيبفي سواء الملحد