مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 4 -صفحه : 438/ 430
نمايش فراداده

بعد الآية الأولى بمدة و إن قرن بينهما فيالمصحف و هي ناسخة للأولى و المعتبر فيالناسخ و المنسوخ بالنزول دون التلاوة وقال الحسن إن التغليظ كان على أهل بدر ثمجاءت الرخصة.

سورة الأنفال (8): الآيات 67 الى 69

ما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُأَسْرى‏ حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِتُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيا وَ اللَّهُيُرِيدُ الْآخِرَةَ وَ اللَّهُ عَزِيزٌحَكِيمٌ (67) لَوْ لا كِتابٌ مِنَ اللَّهِسَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيما أَخَذْتُمْعَذابٌ عَظِيمٌ (68) فَكُلُوا مِمَّاغَنِمْتُمْ حَلالاً طَيِّباً وَ اتَّقُوااللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ(69)

القراءة‏‏

قرأ أبو جعفر أن تكون له بالتاء أسارى وقرأ أهل الكوفة أن تكون له بالتاء«أَسْرى‏» و الباقون «أَنْ يَكُونَ لَهُ»بالياء «أَسْرى‏».

الحجة‏‏

من قرأ بالتاء فلأن الجمع مؤنث و من قرأبالياء فلأنهم مذكرون في المعنى و قد وقعالفصل بين الفعل و الفاعل قال أبو علي والأسرى أقيس من الأسارى لأن أسير فعيلبمعنى مفعول و ذلك يجمع على فعلى نحو جريحو جرحى و قتيل و قتلي و استمر هذا الجمع فيالباب و كثر حتى شبه به غيره مما ليس منه ولكن لموافقته مثل مرضى و هلكى و موتى و ذلكأن هذه أمور ابتلوا بها و أدخلوا فيها و هملها كارهون فصار لذلك مشبها بفعيل في قولالخليل و إنما قالوا أسارى على التشبيهبكسالى كما قالوا كسلى على التشبيه بأسرىو قال الأزهري الأسارى جمع الأسرى فهو جمعالجمع.

اللغة‏‏

الأسر الشد على المحارب بما يصير به فيقبضة الآخذ له و فلان مأسور أي مشدود وكانوا يشدون الأسير بالقد، و الإثخان فيالأرض تغليظ الحال بكثرة الفتل و الثخن والغلظ و الكثافة نظائر و قد أثخنه المرضإذا اشتدت قوته عليه و أثخنه الجراح والعرض متاع‏