و هما لغتان ضللت تضل و ضللت تضل قال أبوعبيدة و اللغة الغالبة الفتح.
معنى من في قوله «مِنْ دُونِ اللَّهِ»إضافة الدعاء إلى دون بمعنى ابتداء الغايةو معنى إذا الجزاء و المعنى قد ضللت إنعبدتها.
ثم أمر الله سبحانه نبيه بأن يظهر البراءةمما يعبدونه فقال «قُلْ» يا محمد «إِنِّينُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَتَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ» يعنيالأصنام التي تعبدونها و تدعونها آلهة«قُلْ» يا محمد «لا أَتَّبِعُأَهْواءَكُمْ» في عبادتها أي إنماعبدتموها على طريق الهوى لا على طريقالبينة و البرهان عن الزجاج و قيل معناه لاأتبع أهواءكم في طرد المؤمنين «قَدْضَلَلْتُ إِذاً» أي إن أنا فعلت ذلك عن ابنعباس «وَ ما أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ»الذين سلكوا سبيل الدين و قيل معناه و ماأنا من المهتدين النبيين الذين سلكوا طريقالهدى.
قُلْ إِنِّي عَلى بَيِّنَةٍ مِنْرَبِّي وَ كَذَّبْتُمْ بِهِ ما عِنْدِي ماتَسْتَعْجِلُونَ بِهِ إِنِ الْحُكْمُإِلاَّ لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَ هُوَخَيْرُ الْفاصِلِينَ (57) قُلْ لَوْ أَنَّعِنْدِي ما تَسْتَعْجِلُونَ بِهِلَقُضِيَ الْأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَ اللَّهُ أَعْلَمُبِالظَّالِمِينَ (58)
قرأ أهل الحجاز و عاصم «يَقُصُّالْحَقَّ» بالصاد و الباقون يقضي الحق.
حجة من قرأ يقضي قوله وَ اللَّهُ يَقْضِيبِالْحَقِّ و حكي عن أبي عمرو أنه استدلبقوله «وَ هُوَ خَيْرُ الْفاصِلِينَ» فيأن الفصل في الحكم ليس في القصص و حجة منقرأ «يَقُصُّ» قوله وَ اللَّهُ يَقُولُالْحَقَّ و قالوا قد جاء الفصل في القولأيضا في نحو قوله إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌو أما قوله «الْحَقَّ» فيحتمل أمرين يجوزأن يكون صفة مصدر محذوف تقديره يقضيالقضاء الحق أو يقص القصص الحق و يجوز أنيكون مفعولا به مثل يفعل الحق كقوله: