مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 4 -صفحه : 438/ 88
نمايش فراداده

الْمُحْسِنِينَ» ثم عطف قوله «وَزَكَرِيَّا وَ يَحْيى‏» على قوله «وَنُوحاً هَدَيْنا» و لا يمتنع أيضا أن يكونغلب الأكثر الذين هم من نسل إبراهيم على أنالرواية التي جاءت عن ابن مسعود أن إلياسإدريس هو جد نوح إذا لم تضعف قول من قال إنالهاء كناية عن نوح فكذلك إذا لم يكن لوطمن ذرية إبراهيم لم يضعف قول من قال إنالهاء كناية عن إبراهيم و قال الزجاج يجوزأن يكون من ذريته من ذرية نوح و يجوز أنيكون من ذرية إبراهيم لأن ذكرهما جميعا قدجرى و أسماء الأنبياء التي جاءت بعد قوله«وَ نُوحاً» نسق على نوح و إذا جعل اللهسبحانه عيسى من ذرية إبراهيم (ع) أو نوح ففيذلك دلالة واضحة و حجة قاطعة على أن أولادالحسن و الحسين (ع) ذرية رسول الله (ص) علىالإطلاق و إنهما ابنا رسول الله (ص)

و قد صح في الحديث أنه قال لهما (ع) ابنايهذان إمامان قاما أو قعدا

و قال للحسن (ع) أن ابني هذا سيد

و إن الصحابة كانت تقول لكل منهما و منأولادهما يا ابن رسول الله «وَ مِنْآبائِهِمْ» يعني و من آباء هؤلاء الأنبياء«وَ ذُرِّيَّاتِهِمْ وَ إِخْوانِهِمْ»جماعة فضلناهم و قال الزجاج معناه هديناهؤلاء و هدينا بعض آبائهم و إخوانهم «وَاجْتَبَيْناهُمْ» أي اصطفيناهم واخترناهم للرسالة و هو مأخوذ من جبيتالماء في الحوض إذا جمعته «وَهَدَيْناهُمْ» أي سددناهم و أرشدناهمفاهتدوا «إِلى‏ صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ» أيطريق بين لا اعوجاج فيه و هو الدين الحق.

سورة الأنعام (6): الآيات 88 الى 90

ذلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْيَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَ لَوْ أَشْرَكُوالَحَبِطَ عَنْهُمْ ما كانُوا يَعْمَلُونَ(88) أُولئِكَ الَّذِينَ آتَيْناهُمُالْكِتابَ وَ الْحُكْمَ وَ النُّبُوَّةَفَإِنْ يَكْفُرْ بِها هؤُلاءِ فَقَدْوَكَّلْنا بِها قَوْماً لَيْسُوا بِهابِكافِرِينَ (89) أُولئِكَ الَّذِينَ هَدَىاللَّهُ فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ قُلْ لاأَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ هُوَإِلاَّ ذِكْرى‏ لِلْعالَمِينَ (90)

القراءة‏‏

قرأ ابن عامر وحده اقتده بكسر الهاء مشبعةو الباقون «اقْتَدِهْ» ساكنة الهاء إلا