قال أبو علي الوجه الوقوف على الهاءلاجتماع الجمهور على إثباته و لا ينبغي أنيوصل و الهاء ثابتة لأن هذه الهاء في السكتبمنزلة همزة الوصل في الابتداء في أنالهاء للوقف كما أن همزة الوصل للابتداءبالساكن فكما لا تثبت الهمزة في الوصلكذلك ينبغي أن لا تثبت الهاء و وجه قراءةابن عامر أن يجعل الهاء كناية عن المصدر لاالتي تلحق الوقف و حسن إضماره لذكر الفعلالدال عليه و مثل ذلك قول الشاعر: فجال على وحشييه و تخاله *** على ظهره سباجديدا يمانيا كأنه قال و تخال خيلا على ظهره سبا فعلىمتعلق بمحذوف و التقدير ثابتا على ظهره ومثله قول الشاعر: هذا سراقة للقرآن يدرسه *** و المرء عندالرشى إن يلقها ذيب فالهاء كناية عن المصدر و دل يدرسه علىالدرس و لا يجوز أن يكون ضمير القرآن لأنالفعل قد تعدى إليه باللام فلا يجوز أنيتعدى إليه و إلى ضميره.
المعنى
ثم بين سبحانه إكرامه لأنبيائه (ع) ثم أمرمن بعد بالاقتداء بهم فقال «ذلِكَ» و هوإشارة إلى ما تقدم ذكره من التفضيل والاجتباء و الهداية و الاصطفاء «هُدَىاللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشاءُ مِنْعِبادِهِ» ممن لم يسمهم في هذه الآيات والهداية هنا هي الإرشاد إلى الثواب دونالهداية التي هي نصب الأدلة أ لا ترى إلىقوله «وَ كَذلِكَ نَجْزِيالْمُحْسِنِينَ» و ذلك لا يليق إلابالثواب الذي يختص المحسنين دون الدلالةالتي يشترك بها المؤمن و الكافر و قوله «وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ ماكانُوا يَعْمَلُونَ» يدل أيضا على ذلك