ثم بين سبحانه أن الحجج التي ذكرهاإبراهيم (ع) لقومه آتاه إياها و أعطاهاإياه بمعنى أنه هداه لها و أنه احتج بهابأمره فقال «وَ تِلْكَ حُجَّتُنا» أيأدلتنا «آتَيْناها» أي أعطيناها«إِبْراهِيمَ» و أخطرناها بباله وجعلناها حججا «عَلى قَوْمِهِ» من الكفارحتى تمكن من إيرادها عليهم عند المحاجة«نَرْفَعُ دَرَجاتٍ مَنْ نَشاءُ» منالمؤمنين الذين يصدقون الله و رسوله ويطيعونه و نفضل بعضهم على بعض بحسبأحوالهم في الإيمان و اليقين «إِنَّرَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ» يجعل التفاوتبينهم على ما توجبه حكمته و يقتضيه علمه وقيل معناه نرفع درجات من نشاء على الخلقبالاصطفاء للرسالة «وَ وَهَبْنا لَهُ» أيلإبراهيم «إِسْحاقَ» و هو ابنه من سارة«وَ يَعْقُوبَ» ابن إسحاق «كُلًّاهَدَيْنا» أي كل الثلاثة فضلنا بالنبوةكما قال سبحانه «وَ وَجَدَكَ ضَالًّافَهَدى» أي ذاهبا عن النبوة فهداك إليهاو قيل معناه كلا هدينا بنيل الثواب والكرامات عن الجبائي من الله سبحانه علىإبراهيم بأن رزقه الولد و ولد الولد فإن منأفضل النعم على العبد أن يرزقه الله ولدايدعو له بعد موته فكيف إذا رزق الولد و ولدالولد و هما نبيان مرسلان «وَ نُوحاًهَدَيْنا مِنْ قَبْلُ» أي من قبل هؤلاء«وَ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ» أي من ذرية نوحلأنه أقرب المذكورين إليه و لأن فيمنعددهم من ليس من ذرية إبراهيم و هو لوط وإلياس و قيل أرادوا من ذرية إبراهيم«داوُدَ» و هو داود بن أيشا «وَسُلَيْمانَ» ابنه «وَ أَيُّوبَ» و هو أيوببن أموص بن رازج بن روم بن عيصا بن إسحاقابن إبراهيم «وَ يُوسُفَ» بن يعقوب بنإسحاق بن إبراهيم «وَ مُوسى» بن عمران بنيصهر بن قاهث بن لاوي بن يعقوب «وَهارُونَ» أخاه و كان أكبر منه بسنة «وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ» بنيلالثواب و الكرامات و قيل المراد به كماتفضلنا على هؤلاء الأنبياء بالنبوة فكذلكنتفضل على المحسنين بنيل الثواب والكرامات «وَ زَكَرِيَّا» و هو زكريا بنأذن بن بركيا «وَ يَحْيى» و هو ابنه «وَعِيسى» و هو ابن مريم بنت عمران بن ياشهمبن أمون بن حزقيا «وَ إِلْياسَ» و اختلففيه فقيل أنه إدريس كما قيل ليعقوبإسرائيل عن عبد الله بن مسعود و قيل هوإلياس بن بستر بن فنحاص بن العيزار بنهارون بن عمران نبي الله عن ابن إسحاق وقيل هو الخضر عن كعب «كُلٌّ مِنَالصَّالِحِينَ» أي من الأنبياء والمرسلين «وَ إِسْماعِيلَ» و هو ابنإبراهيم «وَ الْيَسَعَ» بن أخطوب بنالعجوز «وَ يُونُسَ» بن متى «وَ لُوطاً» وهو لوط بن هارون بن أخي إبراهيم و قيل هوابن أخته «وَ كلًّا» أي و كل واحد منهم«فَضَّلْنا عَلَى الْعالَمِينَ» أي عالميزمانه و من قال أن الهاء في قوله «وَ مِنْذُرِّيَّتِهِ» كناية عن إبراهيم قال أنهسمى ذريته إلى قوله «وَ كَذلِكَ نَجْزِي