مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 4 -صفحه : 438/ 99
نمايش فراداده

تركتم الأموال و حملتم من الذنوب الأحمالو استمتع غيركم بما خلفتم و حوسبتم عليهفيا لها من حسرة «وَ ما نَرى‏ مَعَكُمْشُفَعاءَكُمُ» أي ليس معكم من كنتم تزعمونأنهم يشفعون لكم عند الله يوم القيامة و هيالأصنام «الَّذِينَ زَعَمْتُمْأَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكاءُ» معناه زعمتمأنهم شركاؤنا فيكم و شفعاؤكم يريد و مانفعكم عبادة الأوثان التي كنتم تقولونإنها فيكم شركاء و إنها تشفع لكم عند اللهتعالى و هذا عام في كل من عبد غير الله واعتمد غيره يرجو خيره و يخاف ضيره فيمخالفة الله تعالى «لَقَدْ تَقَطَّعَبَيْنَكُمْ» أي وصلكم و جمعكم و من قرأبالنصب فمعناه لقد تقطع الأمر بينكم أوتقطع وصلكم بينكم «وَ ضَلَّ عَنْكُمْ ماكُنْتُمْ تَزْعُمُونَ» أي ضاع و تلاشي ولا تدرون أين ذهب من جعلتم شفعاءكم منآلهتكم و لم تنفعكم عبادتها و قيل معناه ماتزعمون من عدم البعث و الجزاء قد حث اللهسبحانه في هذه الآية على اقتناء الطاعاتالتي بها ينال الفوز و تدرك النجاة دوناقتناء المال الذي لا شك في تركه و عدمالانتفاع به بعد الممات.

سورة الأنعام (6): الآيات 95 الى 96

إِنَّ اللَّهَ فالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوى‏ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَالْمَيِّتِ وَ مُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَالْحَيِّ ذلِكُمُ اللَّهُ فَأَنَّىتُؤْفَكُونَ (95) فالِقُ الْإِصْباحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً وَ الشَّمْسَوَ الْقَمَرَ حُسْباناً ذلِكَ تَقْدِيرُالْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (96)

القراءة‏‏

قرأ أهل الكوفة «وَ جَعَلَ اللَّيْلَسَكَناً» و الباقون و جاعل بالألف و الرفعالليل بالجر.

الحجة‏‏

وجه قول من قرأ و جاعل الليل أن قبله اسمفاعل و هو «فالِقُ الْحَبِّ» و «فالِقُالْإِصْباحِ» ليكون فاعل المعطوف مثلفاعل المعطوف عليه أ لا ترى أن حكم الاسمأن يعطف على اسم مثله لأن الاسم بالاسمأشبه من الفعل بالاسم و يقوي ذلك قولهم:


  • للبس عباءة و تقر عيني أحب إلي من لبسالشفوف‏

  • أحب إلي من لبسالشفوف‏ أحب إلي من لبسالشفوف‏