صاحبه فيمصها ثم يشرب عليها جرعة من ماءكذلك حتى يأتي على آخرهم فلا يبقى منالتمرة إلا النواة قالوا و كان أبو خيثمةعبد الله بن خيثمة تخلف إلى أن مضى من مسيررسول الله (ص) عشرة أيام ثم دخل يوما علىامرأتين له في يوم حار في عريشين لهما قدرتبناهما و بردتا الماء و هيأتا له الطعامفقام على العريشين و قال سبحان الله رسولالله قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه و ماتأخر في الفتح و الريح و الحر و القر يحملسلاحه على عاتقه و أبو خيثمة في ظلال باردةو طعام مهيأ و امرأتين حسناوين ما هذابالنصف ثم قال و الله لا أكلم واحدة منكماكلمة و لا أدخل عريشا حتى ألحق بالنبي (ص)فأناخ ناضحة و اشتد عليه و تزود و ارتحل وامرأتاه تكلمانه و لا يكلمهما ثم سار حتىإذا دنا من تبوك قال الناس هذا راكب علىالطريق فقال النبي (ص) كن أبا خيثمة أولى لكفلما دنا قال الناس هذا أبو خيثمة يا رسولالله فأناخ راحلته و سلم على رسول الله (ص)فقال (ع) أولى لك فحدثه الحديث فقال له خيراو دعا له و هو الذي زاغ قلبه للمقام ثم ثبته الله وأما الآية الثانية فإنها نزلت في شأن كعب بن مالك و مرارة بن الربيعو هلال بن أمية و ذلك أنهم تخلفوا عن رسولالله (ص) و لم يخرجوا معه لا عن نفاق و لكنعن توان ثم ندموا فلما قدم النبي (ص)المدينة جاءوا إليه و اعتذروا فلم يكلمهمالنبي (ص) و تقدم إلى المسلمين بأن لايكلمهم أحد منهم فهجرهم الناس حتى الصبيانو جاءت نساؤهم إلى رسول الله (ص) فقلن له يارسول الله نعتزلهم فقال لا و لكن لايقربوكن فضاقت عليهم المدينة فخرجوا إلى رءوسالجبال و كان أهاليهم يجيئون لهم بالطعامو لا يكلمونهم فقال بعضهم لبعض قد هجرناالناس و لا يكلمنا أحد منهم فهلا نتهاجرنحن أيضا فتفرقوا و لم يتجمع منهم اثنان وبقوا على ذلك خمسين يوما يتضرعون إلى اللهتعالى و يتوبون إليه فقبل الله تعالىتوبتهم و أنزل فيهم هذه الآية.
«لَقَدْ تابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّوَ الْمُهاجِرِينَ وَ الْأَنْصارِ» أقسمالله تعالى في هذه الآية لأن لام لقد لامالقسم بأنه سبحانه قبل توبتهم و طاعاتهم وإنما ذكر اسم النبي (ص) مفتاحا للكلام وتحسينا له و لأنه سبب توبتهم و إلا فلم يكنمنه ما يوجب التوبة و قد روي عن الرضا علي بن موسى (ع) أنه قرألقد تاب الله بالنبي على المهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في الخروج معه إلى تبوك «فِي ساعَةِالْعُسْرَةِ» و هي صعوبة الأمر قال جابريعني عسرة الزاد و عسرة الظهر و عسرة الماءو المراد بساعة العسرة وقت العسرة لأنالساعة تقع على كل زمان و قال عمر بنالخطاب أصابنا حر شديد و عطش فأمطر اللهسبحانه السماء بدعاء النبي (ص) فعشنا بذلك«مِنْ بَعْدِ ما كادَ يَزِيغُ قُلُوبُفَرِيقٍ مِنْهُمْ» عن الجهاد فهموا