مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 5 -صفحه : 415/ 127
نمايش فراداده

وَ هُمْ كافِرُونَ» أي و أداهم شكهم فيماأنزل الله تعالى من السور إلى أن ماتوا علىكفرهم و آبوا شر مآب.

سورة التوبة (9): الآيات 126 الى 129

أَ وَ لا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَفِي كُلِّ عامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِثُمَّ لا يَتُوبُونَ وَ لا هُمْيَذَّكَّرُونَ (126) وَ إِذا ما أُنْزِلَتْسُورَةٌ نَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلى‏ بَعْضٍهَلْ يَراكُمْ مِنْ أَحَدٍ ثُمَّانْصَرَفُوا صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْبِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ (127)لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْأَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ماعَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْبِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ (128)فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَاللَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِتَوَكَّلْتُ وَ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِالْعَظِيمِ (129)

القراءة

قرأ أ و لا ترون بالتاء حمزة و يعقوب و هيقراءة أبي و القراءة المشهورة «مِنْأَنْفُسِكُمْ» بضم الفاء و قرأ ابن عباس وابن علية و ابن محيصن و الزهري‏ من أنفسكم بفتح الفاء و قيل إنها قراءةفاطمة (ع).

الحجة‏‏‏‏

من قرأ بالتاء فهو خطاب للمؤمنين و من قرأبالياء فهو تقريع للمنافقين بالإعراض عمايجب أن لا يعرضوا عنه من التوبة و الإقلاععما هم عليه من النفاق و من قرأ من أنفسكمبفتح الفاء فمعناه من أشرفكم و من خياركميقال هذا أنفس المتاع أي أجوده و خياره واشتقاقه من النفس و هي أشرف ما في الإنسان.

اللغة‏

العزيز الشديد و العزيز في صفات اللهتعالى معناه المنيع القادر الذي لا يتعذرعليه فعل ما يريده و العزة امتناع الشي‏ءبما يتعذر معه ما يحاول منه و هو على ثلاثةأوجه امتناع الشي‏ء بالقدرة أو بالقلة أوبالصعوبة و العنت لقاء الشدة و الأذى الذييضيق به الصدر و عنت الدابة يعنت عنتا إذاحدث في قوائمه كسر بعد جبر لا يمكنه معهالجري فكأنه شق عليه الجري و أكمة عنوتشاقة المصعد و حسبي الله أي كافي الله و هومن الحساب لأنه‏