مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 5 -صفحه : 415/ 14
نمايش فراداده

عَلَيْكُمْ» هاهنا حذف و تقديره كيف يكونلهم عهد و كيف لا تقتلونهم و إنما حذفه لأنما قبله من قوله كَيْفَ يَكُونُلِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ يدل على ذلك ومثله قول الشاعر يرثي أخا له قد مات:


  • و خبرتماني أنما الموت بالقرى فكيف وهاتا هضبة و قليب‏

  • فكيف وهاتا هضبة و قليب‏ فكيف وهاتا هضبة و قليب‏

أي فكيف مات و ليس بقرية و مثله قولالحطيئة:


  • فكيف و لم أعلمهم حدلوكم على معظم و لاأديمكم قدوا

  • على معظم و لاأديمكم قدوا على معظم و لاأديمكم قدوا

أي و كيف تلومونني على مدح قوم و تذمونهمفاستغنى عن ذكر ذلك لأنه جرى في القصيدة مايدل على ما أضمره و معناه كيف يكون لهؤلاءعهد عند الله و عند رسوله و هم بحال إنيظهروا عليكم و يظفروا بكم و يغلبوكم «لايَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَ لاذِمَّةً» أي لا يحفظوا و لا يراعوا فيكمقرابة و لا عهدا و الإل القرابة عن ابنعباس و الضحاك و العهد عن مجاهد و السدي والجوار عن الحسن و الحلف عن قتادة و اليمينعن أبي عبيدة و قيل أن الإل اسم الله تعالىعن مجاهد و روي أن أبا بكر قرئ عليه كلاممسيلمة فقال لم يخرج هذا من إل فأين يذهببكم و من قال إن الإل هو العهد قال جمع بينهو بين الذمة و إن كان بمعناه لاختلاف معنىاللفظين كما قال:

" و ألفى قولها كذبا و مينا" و قال:

" متى أدن منه ينأ عني و يبعد" «يُرْضُونَكُمْ بِأَفْواهِهِمْ وَتَأْبى‏ قُلُوبُهُمْ» معناه يتكلمونبكلام الموالين لكم لترضوا عنهم و تأبىقلوبهم إلا العداوة و الغدر و نقض العهد«وَ أَكْثَرُهُمْ فاسِقُونَ» أي متمردونفي الكفر و الشرك عن ابن الإخشيد و قالالجبائي أراد كلهم فاسقون لكنه وضع الخصوصموضع العموم و قال القاضي معناه أكثرهمخارجون عن طريق الوفاء بالعهد و أراد بذلكرؤساءهم.