مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 5 -صفحه : 415/ 145
نمايش فراداده

و تدري أي تختل و منه الدرية في قول أكثرالناس الخمل الذي يستتر به الصايد منالوحش كأنه يختل به و داريت الرجل لاينته وخاتلته و إذا كان الحرف على هذا فالداري فيوصف القديم سبحانه لا يسوغ فأما قولالراجز:

(لا هم لا أدري و أنت الداري) فلا يكون حجة في جواز ذلك لأنه استجار ذلكلما تقدم من قوله لا أدري كما جاز فَمَنِاعْتَدى‏ عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواعَلَيْهِ و إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّافَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ و أيضا فإنالأعراب يذكرون أشياء يمتنع جوازها كماقالوا:


  • لا هم أن كنت الذي بعهدي و لم تغيركالأمور بعدي‏

  • و لم تغيركالأمور بعدي‏ و لم تغيركالأمور بعدي‏

و قال الآخر:

" لو خافك الله عليه حرمه" فأما الهمزة على ما حكي عن الحسن و غيرهفلا وجه له لأن الدرء الدفع قال ابن جنييجوز أن يكون لها وجه و إن كان فيه ضعف صنعةو هو أن يكون أراد و لا أدريتكم به ثم قلبتالياء ألفا لانفتاح ما قبلها و إن كانتساكنة كقولهم في ييأس يااس و في ييبس يابسو قال قطرب أن لغة عقيل في أعطيتك أنيقولوا أعطاتك ثم همز الألف على لغة من قالفي الباز الباز و في العالم و الخاتم والنابل العالم و الخاتم و النابل و من قرأو لا أدريكم به فمعناه و لا علمكم اللهتعالى به فيكون نفيا للتلاوة و إثباتاللعلم و على قراءة الجماعة يكون نفياللأمرين جميعا.

اللغة‏

التلقاء جهة مقابلة الشي‏ء إلا أنه قديستعمل ظرفا فيقال هو تلقاءه كما يقال هوحذاءه و قبالته و تجاهه و إزاءه و العمربفتح العين و سكون الميم و العمر بضمهماالبقاء و إذا استعمل في القسم فالفتح لاغير

النزول‏‏‏

قيل نزلت في خمسة نفر عبد الله بن أميةالمخزومي و الوليد بن مغيرة و مكرز بن حفصو عمرو بن عبد الله بن أبي قيس العامري والعاص بن عامر بن هاشم قالوا للنبي (ص) ائتبقرآن ليس فيه ترك عبادة اللات و العزى ومناة و هبل و ليس فيه عيبها أو بدله تكلم بهمن تلقاء نفسك عن مقاتل و قيل نزلت فيالمستهزءين قالوا يا محمد ائت بقرآن غيرهذا فيه ما نسلكه عن الكلبي.

المعنى‏‏‏‏

ثم أخبر سبحانه عن مشركي قريش فقال «وَإِذا تُتْلى‏ عَلَيْهِمْ آياتُنا»