مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 5 -صفحه : 415/ 175
نمايش فراداده

الآية دلالة على أنه لا يقدر على الحياةإلا الله تعالى لأنه تعالى تمدح بكونهقادرا على الإحياء و الإماتة.

النظم‏

وجه اتصال الآية الأولى بما قبلها أن قوله«وَ يَسْتَنْبِئُونَكَ» عطف على ويستعجلونك المعنى أنهم يستعجلونك ويقولون متى تكون القيامة و العذاب أويستخبرونك أ حق ما تقول من كونه و وجهاتصال قوله «أَلا إِنَّ لِلَّهِ ما فِيالسَّماواتِ وَ الْأَرْضِ» بما قبلهاتصال الإثبات بالنفي و تقديره ليس للظالمما يفتدى به بل جميع الملك له تعالى و قيلأنه يتصل بما قبله بمعنى أن من يملكالسموات و الأرض يقدر على إيقاع ما توعد بهو وجه اتصال قوله «أَلا إِنَّ وَعْدَاللَّهِ حَقٌّ» بما قبله أنه إذا خلقالسموات و الأرض لا للعبث بل لمنافع الخلقفلا يجوز عليه خلف الوعد و أيضا فإن من صفةالخالق أن يكون عالما لذاته غنيا غيرمحتاج و الخلف كذب قبيح و لا بد للفعل منداع و الداعي إلى القبيح إما الجهل بقبحهأو الحاجة إليه فإذا لا يجوز الخلف عليه إذلا داعي له إليه.

سورة يونس (10): الآيات 57 الى 58

يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَتْكُمْمَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَ شِفاءٌلِما فِي الصُّدُورِ وَ هُدىً وَ رَحْمَةٌلِلْمُؤْمِنِينَ (57) قُلْ بِفَضْلِاللَّهِ وَ بِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَفَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّايَجْمَعُونَ (58)

القراءة

قرأ أبو جعفر و ابن عامر«فَلْيَفْرَحُوا» بالياء تجمعون بالتاء و قرأ يعقوب برواية رويس فلتفرحوا و تجمعونبالتاء فيهما جميعا و روي ذلك عن النبي (ص) و أبي بن كعب و الحسن و في رواية زيد عنيعقوب فلتفرحوا بالتاء «يَجْمَعُونَ»بالياء و روي ذلك عن ابن عباس و قتادة وجماعة و الباقون بالياء فيهما جميعا.

الحجة‏‏‏‏

قال أبو علي قوله «بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ» الجار فيه يتعلق بمضمراستغني عن ذكره لدلالة ما تقدم عليه و هوقوله «قَدْ جاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْرَبِّكُمْ» كما أن قوله «آلْآنَ وَ قَدْعَصَيْتَ» قيل يتعلق الظرف فيه بمضمر يدلعليه ما تقدم من الفعل و كذلك قوله «آلْآنَوَ قَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ»فأما قوله «فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا»فإن الجار في قوله «فَبِذلِكَ» يتعلقبفليفرحوا لأن هذا الفعل اتصل بالباء قالوَ فَرِحُوا بِها و قال و فرحت بما قد كانمن سيديكما فأما الفاء في قوله«فَلْيَفْرَحُوا» فزيادة يدلك على ذلك أنالمعنى فافرحوا بذلك و مثل هذه الآية