بني إسرائيل «فَمَا اخْتَلَفُوا حَتَّىجاءَهُمُ الْعِلْمُ» معناه فما اختلفوافي تصديق محمد (ص) يعني اليهود كانوا مقرينبه قبل مبعثه حتى جاءهم العلم و هو القرآنالذي جاء به محمد (ص) عن ابن عباس و قالالفراء العلم محمد (ص) لأنه كان معلوماعندهم بنعته فلما جاءهم اختلفوا في تصديقهفكفر به أكثرهم و قيل أن معناه فما اختلفبنو إسرائيل إلا من بعد ما جاءهم العلمبالحق على يد موسى و هارون فإنهم كانوامطبقين على الكفر قبل مجيء موسى فلماجاءهم آمن به بعضهم و ثبت على الكفر بعضهمفصاروا مختلفين «إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِيبَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيماكانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ» هذا إخبارمنه تعالى بأنه الذي يتولى الحكم بينهميوم القيامة في الأمور التي يختلفون فيهافإن مع بقاء التكليف لا يرتفع الخلاف.
فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّاأَنْزَلْنا إِلَيْكَ فَسْئَلِ الَّذِينَيَقْرَؤُنَ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكَلَقَدْ جاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَفَلا تَكُونَنَّ مِنَ المُمْتَرِينَ (94)وَ لا تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَكَذَّبُوا بِآياتِ اللَّهِ فَتَكُونَمِنَ الْخاسِرِينَ (95) إِنَّ الَّذِينَحَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لايُؤْمِنُونَ (96) وَ لَوْ جاءَتْهُمْ كُلُّآيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذابَالْأَلِيمَ (97)
قد تقدم اختلاف القراء في كلمة و كلمات والوجه في ذلك.
الامتراء طلب الشك مع ظهور الدليل و هو منمري الضرع و هو مسحة ليدر فلا معنى لمسحهبعد دروره بالحليب.
النون في قوله «فَلا تَكُونَنَّ» نونالتأكيد و هي لا تدخل في غير الواجب لأنكلا تقول أنت تكونن و دخلت في القسم على هذاالوجه لأنه يطلب بالقسم التصديق و إنمابنى الفعل مع نون التأكيد لأنها ركبت معالفعل على تقدير كلمتين كل واحدة مركبة معالأخرى مع أن الأولى ساكنة و اقتضت حركةبناء لالتقاء الساكنين، «وَ لَوْجاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ» قال الأخفش أنثكل لأنها مضافة إلى مؤنث و لفظة كل للمذكرو المؤنث سواء و الرؤية في الآية رؤيةالعين