مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 5 -صفحه : 415/ 222
نمايش فراداده

إلى المعاونة و لم يتهيأ لكم المعارضة فقدقامت عليكم الحجة و قيل إن الخطاب للرسول(ص) أي فإن لم يجيبوك و ذكره بلفظ الجمعتفخيما و الغرض التنبيه على إعجاز القرآنو أنه المنزل من عند الله سبحانه على نبيه(ص) و ذكر في قوله «بِعِلْمِ اللَّهِ» وجوه(أحدها) أن معناه إن الله عالم به و بأنه حقمنزل من عنده (و ثانيها) أن معناه بعلم اللهمواقع تأليفه في علو طبقته و أنه لا يقدرأحد على معارضته (و ثالثها) أنه أنزله اللهعلى علم بترتيبه و نظمه و لا يعلم غيره ذلك«وَ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ» أي واعلموا أنه لا إله إلا هو لأن مثل هذاالمعجز لا يقدر عليه إلا الله الواحد الذيلا إله إلا هو «فَهَلْ أَنْتُمْمُسْلِمُونَ» أي هل أنتم بعد قيام الحجةعليكم بما ذكرناه من كلام الله مستسلمونمنقادون لتوحيده و هذا استفهام في معنىالأمر مثل قوله فَهَلْ أَنْتُمْمُنْتَهُونَ.

سورة هود (11): الآيات 15 الى 16

مَنْ كانَ يُرِيدُ الْحَياةَ الدُّنْياوَ زِينَتَها نُوَفِّ إِلَيْهِمْأَعْمالَهُمْ فِيها وَ هُمْ فِيها لايُبْخَسُونَ (15) أُولئِكَ الَّذِينَلَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلاَّالنَّارُ وَ حَبِطَ ما صَنَعُوا فِيها وَباطِلٌ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (16)

القراءة

روي في الشواذ قراءة أبي و ابن مسعود وباطلا ما كانوا يعملون.

الحجة‏‏‏‏

الوجه فيه أن يكون باطلا منصوبا بيعملون وما مزيدة للتوكيد فكأنه قال و باطلا كانوايعملون و مثله قوله أَ هؤُلاءِ إِيَّاكُمْكانُوا يَعْبُدُونَ.

اللغة‏

الزينة تحسين الشي‏ء بغيره من لبسة أوحلية أو هيئة يقال زانه يزينه زينة و زينهيزينه تزيينا و التوفية تأدية الحق علىتمام و البخس نقصان الحق و كل ظالم باخسلأنه يظلم غيره بنقصان حقه و في المثل"تحسبها حمقاء و هي باخس‏ ". الإعراب‏ قال الفراء كان هذه هنا زائدة و تقديره منيرد الحياة الدنيا و قال غيره معناه إن يصحأنه كان كقوله سبحانه إِنْ كانَ قَمِيصُهُقُدَّ مِنْ دُبُرٍ و لا يجوز مثل ذلك فيغير كان لأنها أم الأفعال قال أبو عليالشرط و الجزاء لا يقعان إلا فيما يستقبلفحرف الجزاء يحيل معنى الماضي إلىالاستقبال لا محالة و لو جاز وقوع الماضيبعدها على معناها لما جزمت أ لا ترى أن لولم تجزم و إن كان فيها معنى الشرط و الجزاءلوقوع الماضي بعدها على بابه نحو لو جئتنيأمس لأكرمتك.