مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 5 -صفحه : 415/ 253
نمايش فراداده

(ع) إنه ابني على ظاهر الأمر فأعلمه اللهتعالى أن الأمر بخلاف الظاهر و نبهه علىخيانة امرأته عن الحسن و مجاهد و هذا الوجهبعيد من حيث أن فيه منافاة القرآن لأنهتعالى قال وَ نادى‏ نُوحٌ ابْنَهُ و لأنالأنبياء يجب أن ينزهوا عن مثل هذه الحاللأنها تعير و تشين و قد نزه الله أنبياءهعما دون ذلك توقيرا لهم و تعظيما عما ينفرمن القبول منهم و روي عن ابن عباس أنه قالما زنت امرأة نبي قط و كانت الخيانة منامرأة نوح أنها كانت تنسبه إلى الجنون والخيانة من امرأة لوط أنها كانت تدل علىأضيافه (و رابعها) أنه كان ابن امرأته و كانربيبة و يعضده قراءة من قرأ ابنه بفتحالهاء و ابنها و المعتمد المعول عليه فيتأويل الآية القولان الأولان «إِنَّهُعَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ» قد ذكرنا الوجه فيالقراءتين و اختار المرتضى (رض) في تأويلهأن التقدير أن ابنك ذو عمل غير صالح واستشهد على ذلك بقول الخنساء:

ما أم سقب على بو تطيف به *** قد ساعدتها علىالتحنان أظئار ترتع ما رتعت حتى إذا ادكرت *** فإنما هيإقبال و إدبار أرادت فإنما هي ذات إقبال و إدبار قال و منقال أن المعني إن سؤالك إياي ما ليس لك بهعلم عمل غير صالح فإن من امتنع من أن يقععلى الأنبياء شي‏ء من القبائح يدفع ذلكفإذا قيل له فلم قال «فَلا تَسْئَلْنِ مالَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ» و كيف قال نوح«رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْأَسْئَلَكَ ما لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ»قال لا يمتنع أن يكون نهي عن سؤال ما ليس لكبه علم و إن لم يقع منه و إن يكون تعوذ منذلك و إن لم يوقعه كما نهى الله سبحانهنبيه عن الشرك في قوله لَئِنْ أَشْرَكْتَلَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ و إن لم يجز وقوعذلك منه و إنما سأل نوح (ع) نجاة ابنه بشرطالمصلحة لا على سبيل القطع فلما بين اللهتعالى أن المصلحة في غير نجاته لم يكن ذلكخارجا عما تضمنه السؤال و قوله «إِنِّيأَعِظُكَ» أي أحذرك و الوعظ الدعاء إلىالحسن و الزجر عن القبيح على وجه الترغيب والترهيب «أَنْ تَكُونَ مِنَالْجاهِلِينَ» معناه لا تكن منهم قالالجبائي يعني إني أعظك لئلا تكون منالجاهلين و لا شك أن وعظه سبحانه يصرف عنالجهل و ينزه عن القبيح «قالَ» نوح عند ذلك«رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْأَسْئَلَكَ ما لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ» أيأعتصم بك أن أسألك ما لا أعلم أنه صواب وأنك تفعله و معنى‏