مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 5 -صفحه : 415/ 260
نمايش فراداده

سورة هود (11): الآيات 61 الى 68

وَ إِلى‏ ثَمُودَ أَخاهُمْ صالِحاً قالَيا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْمِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْمِنَ الْأَرْضِ وَ اسْتَعْمَرَكُمْ فِيهافَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُواإِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ(61) قالُوا يا صالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينامَرْجُوًّا قَبْلَ هذا أَ تَنْهانا أَنْنَعْبُدَ ما يَعْبُدُ آباؤُنا وَ إِنَّنالَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونا إِلَيْهِمُرِيبٍ (62) قالَ يا قَوْمِ أَ رَأَيْتُمْإِنْ كُنْتُ عَلى‏ بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّيوَ آتانِي مِنْهُ رَحْمَةً فَمَنْيَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْعَصَيْتُهُ فَما تَزِيدُونَنِي غَيْرَتَخْسِيرٍ (63) وَ يا قَوْمِ هذِهِ ناقَةُاللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوها تَأْكُلْفِي أَرْضِ اللَّهِ وَ لا تَمَسُّوهابِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذابٌ قَرِيبٌ(64) فَعَقَرُوها فَقالَ تَمَتَّعُوا فِيدارِكُمْ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ ذلِكَ وَعْدٌغَيْرُ مَكْذُوبٍ (65) فَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا نَجَّيْناصالِحاً وَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُبِرَحْمَةٍ مِنَّا وَ مِنْ خِزْيِيَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَالْقَوِيُّ الْعَزِيزُ (66) وَ أَخَذَالَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُفَأَصْبَحُوا فِي دِيارِهِمْ جاثِمِينَ(67) كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيها أَلاإِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلابُعْداً لِثَمُودَ (68)

القراءة

قرأ أهل المدينة غير إسماعيل و الكسائي والبرجمي و الشموني عن أبي بكر عن عاصم و منخزي يومئذ بفتح الميم هاهنا و عذاب يومئذفي المعارج و الباقون بكسر الميم علىالإضافة و قرأ حمزة و حفص عن عاصم و يعقوب«أَلا إِنَّ ثَمُودَ» غير منون في جميعالقرآن و قرأ الباقون ثمودا بالتنوينهاهنا و في الفرقان و العنكبوت و النجملأنه مكتوب بالألف في هذه المواضع و أبوبكر عن عاصم يقرأ وَ ثَمُودَ في و النجمبغير تنوين و ينون الباقي و روى عنهالبرجمي و محمد بن غالب عن الأعشى في والنجم بالتنوين أيضا و قرأ الكسائي وحدهألا بعدا لثمود بالجر و التنوين و الباقون«لِثَمُودَ» بفتح الدال.

الحجة‏‏‏‏

قال أبو علي قوله و من خزي يومئذ يوم فيقوله يومئذ ظرف فتحت أو كسرت في المعنى إلاأنه اتسع فيه فجعل اسما كما اتسع في قوله«بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَ النَّهارِ»فأضيف المكر إليهما و إنما هو فيهما فكذلكالعذاب و الخزي و الفزع في قوله مِنْفَزَعٍ يَوْمَئِذٍ أضفن إلى اليوم والمعنى على أن ذلك كله في اليوم كما أنالمكر في الليل و النهار يدلك على ذلك قوله«وَ لَعَذابُ الْآخِرَةِ أَخْزى‏» و قوله«لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُالْأَكْبَرُ» و قوله «فَفَزِعَ مَنْ فِيالسَّماواتِ وَ مَنْ فِي الْأَرْضِ» وقوله «رَبَّنا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِالنَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ» و أما من‏