مجمع البیان فی تفسیر القرآن جلد 5
لطفا منتظر باشید ...
من الهلاك و قيل أنهم كانوا أربعة آلاف«بِرَحْمَةٍ مِنَّا» أي بما أريناهم منالهدى و البيان عن ابن عباس و قيل«بِرَحْمَةٍ مِنَّا» أي بنعمة منا و هيالنجاة أي أنجيناهم برحمة ليعلم أنه عذابأريد به الكفار لا اتفاق وقع «وَنَجَّيْناهُمْ مِنْ عَذابٍ غَلِيظٍ» أيكما نجيناهم من عذاب الدنيا نجيناهم منعذاب الآخرة و الغليظ الثقيل العظيم ويحتمل أن يكون هذا صفة للعذاب الذي عذب بهقوم هود ثم ذكر سبحانه كفر عاد فقال «وَتِلْكَ» أي و تلك القبيلة «عادٌ جَحَدُوابِآياتِ رَبِّهِمْ» يعني معجزات هودالدالة على صحة نبوته «وَ عَصَوْارُسُلَهُ» إنما جمع الرسل و كان قد بعثإليهم هود لأن من كذب رسولا واحدا فقد كفربجميع الرسل و لأن هودا كان يدعوهم إلىالإيمان به و بمن تقدمه من الرسل و بماأنزل عليهم من الكتب فكذبوا بهم جميعافلذلك عصوهم «وَ اتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّجَبَّارٍ عَنِيدٍ» أي و اتبع السفلة والسقاط الرؤساء و قيل إن الجبار من يقتل ويضرب على غضبه و العنيد الكثير العنادالذي لا يقبل الحق «وَ أُتْبِعُوا فِيهذِهِ الدُّنْيا لَعْنَةً» أي و أتبع عادابعد إهلاكهم في الدنيا بالإبعاد عن الرحمةفإن الله تعالى أبعدهم من رحمته و تبعدالمؤمنين بالدعاء عليهم باللعن «وَيَوْمَ الْقِيامَةِ» أي و في يوم القيامةيبعدون من رحمة الله كما بعدوا في الدنيامنها و يلعنون بأن يدخلوا النار فإناللعنة الدعاء بالإبعاد من قولك لعنه إذاقال عليه لعنة الله و أصله الإبعاد منالخير «أَلا» ابتداء و تنبيه «إِنَّ عاداًكَفَرُوا رَبَّهُمْ» أراد بربهم فحذفالباء كما قالوا أمرتك الخير أي بالخير«أَلا بُعْداً لِعادٍ قَوْمِ هُودٍ» أيأبعدهم الله من رحمته فبعدوا بعدا.