مجمع البیان فی تفسیر القرآن جلد 5
لطفا منتظر باشید ...
كسر الميم من يومئذ فلأن يوما اسم معربفأضيف إليه ما أضيف من العذاب و الخزي والفزع فانجر بالإضافة و لم يفتح اليومفتبنيه لإضافته إلى المبني لأن المضافمنفصل من المضاف إليه و لا يلزمه الإضافةفلما لم يلزم الإضافة المضاف لم يلزم فيهالبناء يدلك على ذلك أنك تقول ثوب خز و دارزيد فلا يجوز فيه إلا الإعراب و إن كانالاسمان جعلا بمعنى الحرف فلم يلزمهاالبناء كما يلزم ما لا ينفك منه معنى الحرفنحو أين و كيف و متى فلما لم يبن المضافللإضافة و إن كان قد عمل عمل الحرف من حيثكان غير لازم كذلك لم يبن يوم للإضافة إلىإذ لأن إضافته لم تلزم كما لم يبن المضاف وإن كان قد عمل في المضاف إليه بمعنى اللامأو بمعنى من لما لم تلزم الإضافة و أما منفتح فقال من عذاب يومئذ و من خزي يومئذففتح مع أنه في موضع جر فلأن المضاف يكتسيمن المضاف إليه التعريف و التنكير و معنىالاستفهام و الجزاء في نحو غلام من تضرب وغلام من تضرب أضربه و النفي في نحو قولهمما أخذت باب دار أحد فلما كان يكتسي منالمضاف إليه هذه الأشياء اكتسى منهالإعراب و البناء أيضا إذا كان المضاف منالأسماء الشائعة نحو يوم و حين و مثل ويشبه بهذا الشياع الأسماء الشائعةالمبنية نحو أين و كيف و لو كان المضافمخصوصا نحو رجل و غلام لم يكتس منه البناءكما اكتسى منه الأسماء الشائعة فمما جاءمن ذلك قوله: على حين عاتبت المشيب على الصبا *** و قلت ألما أصح و الشيب وازع و من ذلك قوله «إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ ماأَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ» فمثل في موضع رفعفي قول سيبويه و قد جرى وصفا على النكرةإلا أنه فتح للإضافة إلى ما و من ذلك قولالشاعر: و تداعى مدخراه بدم *** مثل ما أثمر حماضالجبل لما أضاف مثل إلى المبني و كان اسما شائعابناه و لم يعربه و ذهب أبو عثمان إلى أنهجعل مثلا مع ما بمنزلة اسم واحد فبني مثلاعلى الفتح و لا دلالة قاطعة على هذا القولفي هذا البيت و إن كان ما ذهب إليه مستقيمافأما الكسرة في إذ فلالتقاء الساكنين وذلك إن إذ من حكمها أن تضاف إلى الجملة منالابتداء و الخبر فلما اقتطعت عنهاالإضافة نونت ليدل التنوين على أن المضافإليه قد حذف فكسرت الذال لسكونها و سكونالتنوين و قال في صرف ثمود و ترك صرفه أنهذه الأسماء التي تجري على القبائل والأحياء على ضروب (أحدها) أن يكون اسماللحي و الأب (و الآخر) أن يكون اسما للقبيلة(و الثالث) أن يكون الغالب عليه الأب و الحيو القبيلة (و الرابع) أن يستوي ذلك في الاسمفيجري على الوجهين و لا