مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 5 -صفحه : 415/ 276
نمايش فراداده

و قال سبحانه «سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى‏بِعَبْدِهِ» و من قرأ إلا امرأتك نصبافإنه جعل الكلام قبله مستقلا بنفسه فنصبمع النفي كما ينصب مع الإيجاب و الوجهالأقيس الرفع على البدل من أحد لأن معنى ماأتاني أحد إلا زيد ما أتاني إلا زيد فكمااتفقوا فيما أتاني إلا زيد على الرفع و كانما أتاني أحد إلا زيد بمنزلته و بمعناهاختاروا الرفع مع ذكر أحد و مما يقوي ذلكأنهم في الكلام و أكثر الاستعمال يقولونما جاءني إلا امرأة فيذكرون حملا علىالمعنى و لا يكادون يؤنثون ذلك إلا فيالشعر كما في قول الشاعر:

(فما بقيت إلا الضلوع الجراشع) و قول ذي الرمة:

(و ما بقيت إلا النحيرة و الألواح و العصب) و زعموا أن في حرف عبد الله أو أبي فأسيربأهلك بقطع من الليل إلا امرأتك و ليس فيهوَ لا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ و هذايقوي قول من نصب.

اللغة‏

أصل سي‏ء بهم سوي‏ء بهم من السوء فأسكنتالواو و نقلت كسرتها إلى السين و يقال سؤتهفسي‏ء كما يقال شغلته فشغل و سررته فسر والفرق بين السوء و القبيح أن السوء ما يظهرمكروهة لصاحبه و القبيح ما ليس للقادرعليه أن يفعله و يقال ضاق فلان بأمره ذرعاإذا لم يجد من المكروه في ذلك الأمر مخلصاو العصيب الشديد في الشر خاصة و أصله منالشد يقال عصبت الشي‏ء أي شددته و عصبتفخذ الناقة لتدر و ناقة عصوب و يوم عصيب وعصبصب كأنه التف على الناس بالشر أو يكونالتف شره بعضه ببعض قال الشاعر:


  • فإنك إن لم ترض بكر بن وائل يكن لك يومبالعراق عصيب‏

  • يكن لك يومبالعراق عصيب‏ يكن لك يومبالعراق عصيب‏

و قال عدي بن زيد:


  • و كنت لزاز خصمك لم أعرد و قد سلكوك فييوم عصيب‏

  • و قد سلكوك فييوم عصيب‏ و قد سلكوك فييوم عصيب‏

و قال الراجز:


  • يوم عصيب يعصب الأبطالا عصب القويالسلم الطوالا

  • عصب القويالسلم الطوالا عصب القويالسلم الطوالا

و الإهراع الإسراع في المشي قال مهلهل: