مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 5 -صفحه : 415/ 278
نمايش فراداده

المعنى‏‏‏‏

ثم أخبر سبحانه عن إتيان الملائكة لوطابعد خروجهم من عند إبراهيم (ع) و ما جرىبينهم و بين قوم لوط فقال «وَ لَمَّاجاءَتْ رُسُلُنا لُوطاً» أي لما جاءوه فيصفة الآدميين «سِي‏ءَ بِهِمْ» أي ساءهمجيئهم لأنه خاف عليهم من قومه «وَ ضاقَبِهِمْ ذَرْعاً» أي ضاق بمجيئهم ذرعة أيقلبه لما رأى لهم من جمال الصورة و حسنالشارة و قد دعوه إلى الضيافة و قومه كانوايسارعون إلى أمثالهم بالفاحشة و قيل معناهضاق بحفظهم من قومه ذرعه حيث لم يجد سبيلاإلى حفظهم و كان قد علم عادة قومه من الميلإلى الذكور و قد أتوه في صورة الغلمانالمرد و أصله أن الشي‏ء إذا ضاق ذرعه لميتسع له ما اتسع فاستعار ضيق الذرع عندتعذر الإمكان كما استعار الاتساع «وَ قالَهذا يَوْمٌ عَصِيبٌ» أي هائل شديد كثيرالشر التف الشر فيه بالشر و إنما قال ذلكلأنه لم يعلم أنهم رسل الله و خاف عليهم منقومه أن يفضحوهم و قال الصادق (ع) جاءت الملائكة لوطا و هي فيزراعة قرب القرية فسلموا عليه و رأى هيئةحسنة عليهم ثياب بيض و عمائم بيض فقال لهمالمنزل فتقدمهم و مشوا خلفه فقال في نفسهأي شي‏ء صنعت آتي بهم قومي و أنا أعرفهمفالتفت إليهم فقال إنكم لتأتون شرارا منخلق الله و كان قد قال الله لجبرائيل لاتهلكهم حتى يشهد عليهم ثلاث مرات فقالجبرائيل (ع) هذه اثنتان ثم مشى فلما بلغ بابالمدينة التفت إليهم فقال إنكم لتأتونشرارا من خلق الله فقال جبرائيل هذهالثالثة ثم دخل و دخلوا معه حتى منزله فلمارأتهم امرأته رأت هيئة حسنة فصعدت فوقالسطح فصفقت فلم يسمعوا فدخنت فلما رأواالدخان أقبلوا يهرعون‏ فذلك قوله «وَ جاءَهُ قَوْمُهُيُهْرَعُونَ إِلَيْهِ» أي يسرعون فيالمشي لطلب الفاحشة عن قتادة و مجاهد والسدي و قيل معناه يساقون و ليس هناك سائقغيرهم فكان بعضهم يسوق بعضا عن أبي مسلم والهاء في إليه كناية عن لوط «وَ مِنْقَبْلُ» أي و من قبل إتيان الملائكة و قيلو من قبل مجي‏ء قوم لوط إلى ضيفانه و قيلمن قبل مجيئهم إلى داره عن الجبائي و قيلإنه من قبل بعثة لوط إليهم «كانُوايَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ» أي يعملونالفواحش مع الذكور «قالَ» لوط «يا قَوْمِهؤُلاءِ بَناتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ»معناه أن لوط لما هموا بأضيافه و جاهروابذلك فألقوا جلباب الحياء فيه عرض عليهمنكاح بناته و قال هن أحل لكم من الرجالفدعاهم إلى الحلال و اختلف في ذلك فقيلأراد بناته لصلبه عن قتادة و قيل أرادالنساء من أمته لأنهن كالبنات له فإن كلنبي أبو أمته و أزواجه أمهاتهم عن مجاهد وسعيد بن جبير و اختلف أيضا في‏