مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 5 -صفحه : 415/ 285
نمايش فراداده

مُؤْمِنِينَ» البقية بمعنى الباقي أي ماأبقى الله تعالى لكم من الحلال بعد إتمامالكيل و الوزن خير من البخس و التطفيف وشرط الإيمان في كونه خيرا لهم لأنهم إنكانوا مؤمنين بالله عرفوا صحة هذا القولعن ابن عباس و قيل معناه إبقاء الله النعيمعليكم خيرا لكم مما يحصل من النفعبالتطفيف عن ابن جبير و قيل معناه طاعةالله خير لكم من جميع الدنيا لأنها يبقىثوابها أبدا و الدنيا تفنى عن الحسن ومجاهد و يؤيده قوله وَ الْباقِياتُالصَّالِحاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَثَواباً الآية و قيل بقية الله رزق الله عنالثوري «وَ ما أَنَا عَلَيْكُمْبِحَفِيظٍ» أي و ما أنا بحافظ نعم اللهتعالى عليكم أن يزيلها عنكم و إنما يحفظهاالله عليكم فاطلبوا بقاء نعمه بطاعته وقيل معناه و ما أنا بحافظ لأعمالكم و إنمايحفظها الله فيجازيكم عليها و قيل معناه وما أنا بحافظ عليكم كيلكم و وزنكم حتىتوفوا الناس حقوقهم و لا تظلموهم و إنماعلي أن أنهاكم عنه «قالُوا يا شُعَيْبُ أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مايَعْبُدُ آباؤُنا» إنما قالوا ذلك لأنشعيبا (ع) كان كثير الصلاة و كان يقول إذاصلى إن الصلاة رادعة عن الشر ناهية عنالفحشاء و المنكر فقالوا أ صلاتك التيتزعم أنها تأمر بالخير و تنهى عن الشرأمرتك بهذا عن ابن عباس و قيل معناه أ دينكيأمرك بترك دين السلف عن الحسن و عطا و أبيمسلم قالوا كنى عن الدين بالصلاة لأنها منأجل أمور الدين و إنما قالوا ذلك على وجهالاستهزاء «أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِيأَمْوالِنا ما نَشؤُا» معناه أ صلاتكتأمرك بترك عبادة ما يعبد آباؤنا أو بتركفعل ما نشاء في أموالنا من البخس و التطفيف«إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُالرَّشِيدُ» قيل إنهم قالوا ذلك على وجهالهزء و التهكم و أرادوا به ضد ذلك أيالسفيه الغاوي عن ابن عباس و قيل إنهمقالوا ذلك على التحقيق أي إنك أنت الحليمفي قومك فلا يليق بك أن تخالفهم و الحليمالذي لا يعاجل بالعقوبة مستحقها و الرشيدالمرشد «قالَ» شعيب «يا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلى‏ بَيِّنَةٍمِنْ رَبِّي» مر تفسيره «وَ رَزَقَنِيمِنْهُ رِزْقاً حَسَناً» قيل إن الرزقالحسن هاهنا النبوة و قيل معناه هدانيلدينه و وسع على رزقه و كان كثير المال عنالحسن و قيل كل نعمة من الله سبحانه فهورزق حسن و في الكلام حذف أي أ فأعدل مع ذلكعما أنا عليه من عبادته و إنما حذف لدلالةما أبقاه على ما ألقاه «وَ ما أُرِيدُ أَنْأُخالِفَكُمْ إِلى‏ ما أَنْهاكُمْعَنْهُ» أي لست أنهاكم عن شي‏ء و أدخل فيهو إنما أختار لكم ما أختاره لنفسي و معنىما أخالفكم إليه أي ما أقصده بخلافكم إلىارتكابه عن الزجاج و هذا في معنى قولالشاعر:

لا تنه عن خلق و تأتي مثله *** عار عليك إذافعلت عظيم.

و قيل معناه و ما أريد اجترار منفعة إلىنفسي بما أنهاكم عنه أي لا آمركم بتركالتطفيف في الكيل و الوزن لتكون منفعة مايحصل بالتطفيف لي «إِنْ أُرِيدُ إِلَّاالْإِصْلاحَ» أي لست‏