مجمع البیان فی تفسیر القرآن جلد 5
لطفا منتظر باشید ...
أريد بما آمركم به و أنهاكم عنه إلا إصلاحأموركم في دينكم و دنياكم «مَااسْتَطَعْتُ» أي ما قدرت عليه و تمكنت منه«وَ ما تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ»معناه و ليس توفيقي في امتثال ما آمركم بهو الانتهاء عما أنهاكم عنه إلا بالله فلايوفق غيره أي و ليس ما أفعله بحولي و قوتيبل بمعونة الله و لطفه و تيسيره «عَلَيْهِتَوَكَّلْتُ» و التوكل على الله الرضابتدبيره مع تفويض الأمور إليه و التمسكبطاعته «وَ إِلَيْهِ أُنِيبُ» أي و إليهأرجع في المعاد عن مجاهد و قيل إليه أرجعبعملي و نيتي عن الحسن و معناه إني أعملأعمالي كلها لوجه الله «وَ يا قَوْمِ لايَجْرِمَنَّكُمْ شِقاقِي» أي لا يكسبنكمخلافي و معاداتي «أَنْ يُصِيبَكُمْ» عذابالعاجلة عن الزجاج و قيل معناه لا تحملنكمعداوتي على مخالفة ربكم فيصيبكم من العذابمثل ما أصاب من قبلكم عن الحسن و كان سببهذه العداوة دعاؤه لكم إلى مخالفة الآباءو الأجداد في عبادة الأوثان و ما يثقلعليهم من الإيفاء في الكيل و الميزان«مِثْلُ ما أَصابَ قَوْمَ نُوحٍ» منالهلاك بالغرق «أَوْ قَوْمَ هُودٍ»بالريح العقيم «أَوْ قَوْمَ صالِحٍ»بالرجفة «وَ ما قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْبِبَعِيدٍ» أي هم قريب منكم في الزمانالذي بينه و بينكم عن قتادة و قيل معناه أندارهم قريبة من داركم فيجب أن تتعظوا بهم«وَ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّتُوبُوا إِلَيْهِ» أي اطلبوا المغفرة منالله ثم توصلوا إليها بالتوبة و قيل معناهاستغفروا للماضي و اعزموا في المستقبل وقيل استغفروا ثم دوموا على التوبة قيلاستغفروا في العلانية ثم أضمروا الندامةفي القلب عن الماضي «إِنَّ رَبِّيرَحِيمٌ» بعباده فيقبل توبتهم و يعفو عنمعاصيهم «وَدُودٌ» أي محب لهم و معناهمريد لمنافعهم و قيل معناه متودد إلىعباده بكثرة إنعامه عليهم و قيل ودودبمعنى الواد أي يودهم إذا أطاعوه و روي عن النبي (ص) أنه قال كان شعيب خطيبالأنبياء «قالُوا» أي قال قوم شعيب له حين سمعوامنه الوعظ و التخويف «يا شُعَيْبُ مانَفْقَهُ كَثِيراً مِمَّا تَقُولُ» أي مانفهم عنك معنى كثير من كلامك و قيل معناهلا نقبل كثيرا منه و لا نعمل به و هذا كقولكإذا أمرك إنسان بشيء لا تريد أن تفعله لاأعلم ما تقول و أنت تعلم ذلك أي لا أفعله وإنما قالوا ذلك بعد ما ألزمهم الحجة «وَإِنَّا لَنَراكَ فِينا ضَعِيفاً» أي ضعيفالبدن عن الجبائي و قيل ضعيف البصر عنسفيان و قيل أعمى و كان شعيب أعمى عن قتادةو سعيد بن جبير قال الزجاج و حمير تسميالمكفوف ضعيفا و هذا كما قيل ضرير أي قد ضربذهاب بصره و كذلك قد ضعف بذهاب بصره و كفعن التصرف و هذا القول ليس بسديد لأن قوله«فِينا» يرده أ لا ترى أنه لو قيل إنالنراك فينا أعمى لم يكن كلاما لأن الأعمىقد يكون أعمى فيهم و في غيرهم و قيل ضعيفاأي مهينا عن الحسن و اختلف في أن النبي (ص)هل يجوز أن يكون أعمى فقيل لا يجوز لأن ذلكينفر و قيل يجوز أن لا يكون فيه تنفير ويكون بمنزلة سائر العلل و الأمراض «وَلَوْ لا