ثم عطف سبحانه قصة شعيب على ما تقدمها منقصص الأنبياء (ع) فقال «وَ إِلىمَدْيَنَ» أي و أرسلنا إلى أهل مدين«أَخاهُمْ شُعَيْباً» فحذف أهل و أقاممدين مقامه و مدين اسم القبيلة أو المدينةالتي كانوا فيها فلذلك لم ينصرف عن الزجاجو قيل مدين بن إبراهيم نسبوا إليه «قالَ ياقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ ما لَكُمْ مِنْإِلهٍ غَيْرُهُ» قد سبق تفسيره «وَ لاتَنْقُصُوا الْمِكْيالَ وَ الْمِيزانَ»أي و لا تنقصوا حقوق الناس بالتطفيف عندالكيل و الوزن «إِنِّي أَراكُمْبِخَيْرٍ» أي برخص السعر و الخصب عن ابنعباس و الحسن و المعنى أنه حذرهم الغلاء وهو زيادة السعر و زوال النعمة و حلولالنقمة إن لم يتوبوا و قيل أراد بالخيرالمال و زينة الدنيا عن قتادة و ابن زيد والضحاك و المعنى إني أراكم في كثرةالأموال و سعة الأرزاق فلا حاجة بكم إلىنقصان الكيل و الوزن «وَ إِنِّي أَخافُعَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ» وصفاليوم بالإحاطة بمعنى أنه يحيط عذابهبجميع الكفار و لا يفلت منه أحد منهم وأراد يوم القيامة عن الجبائي و هو من صفةالعذاب على الحقيقة لأن اليوم محيط بعذابهبدلا من إحاطته بنعمته و ذلك أظهر في الوصفو أهول في النفس «وَ يا قَوْمِ أَوْفُواالْمِكْيالَ وَ الْمِيزانَ بِالْقِسْطِ»أي أوفوا حقوق الناس في المكيلات والموزونات بالمكيال و الميزان بالعدل «وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ» أي و لا تنقصواالناس «أَشْياءَهُمْ» أي أموالهم فيمعاملاتهم «وَ لا تَعْثَوْا فِيالْأَرْضِ مُفْسِدِينَ» أي و لا تسعوابالفساد و لا تضربوا في الأرض «بَقِيَّتُاللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ