مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 5 -صفحه : 415/ 290
نمايش فراداده

حجة وجب اتباعه و إذا كان بخلافه لا يجباتباعه قال الزجاج السلطان إنما سميسلطانا لأنه حجة الله في أرضه و اشتقاقه منالسليط الذي يستضاء به «إِلى‏ فِرْعَوْنَوَ مَلَائِهِ» أي قومه و قيل أشراف قومهالذين تملأ الصدور هيبتهم «فَاتَّبَعُواأَمْرَ فِرْعَوْنَ» و تركوا أمر اللهتعالى «وَ ما أَمْرُ فِرْعَوْنَبِرَشِيدٍ» أي مرشد و معناه ما هو بهاد لهمإلى رشد و لا قائد إلى خير فأمر فرعون كانعلى ضد هذه الحال لأنه داع إلى الشر و صادعن الخير و في هذا دلالة على أن لفظة الأمرمشتركة بين القول و الفعل و المراد هاهنا وما فعل فرعون برشيد «يَقْدُمُ قَوْمَهُيَوْمَ الْقِيامَةِ» يعني أن فرعون يمشيبين يدي قومه يوم القيامة على قدميه حتىيهجم بهم على النار كما كان يقدمهم فيالدنيا يدعوهم إلى طريق النار و إنما قال«فَأَوْرَدَهُمُ» على لفظ الماضي والمراد به المستقبل لأن ما عطفه عليه منقوله «يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَالْقِيامَةِ» يدل عليه عن الجبائي و قيلإنه معطوف على قوله «فَاتَّبَعُوا أَمْرَفِرْعَوْنَ» «وَ بِئْسَ الْوِرْدُالْمَوْرُودُ» أي بئس الماء الذي يردونهعطاشا لإحياء نفوسهم النار إنما أطلقسبحانه على الناس اسم الورد المورودليطابق ما يرد عليه أهل الجنة من الأنهار والعيون و قيل معناه بئس المدخل المدخولفيه النار و قيل بئس الشي‏ء الذي يردهالنار و قيل بئس النصيب المقسوم لهم لنار وإنما أطلق بلفظ بئس و إن كان عدلا حسنا لمافيه من البؤس و الشدة «وَ أُتْبِعُوا فِيهذِهِ» يعني ألحقوا في الدنيا «لَعْنَةً»و هي الغرق «وَ يَوْمَ الْقِيامَةِ» يعنيو لعنة يوم القيامة و هي عذاب الآخرة و قيلمعناه أتبعهم الله في الدنيا لعنةبإبعادهم من الرحمة و أتبعهم الأنبياء والمؤمنون بالدعاء عليهم باللعنة و يتبعهمالله اللعنة في القيامة حتى لا تفارقهماللعنة حيث كانوا قال ابن عباس من ذكرهملعنهم «بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ»أي بئس العطاء المعطى النار و اللعنة وإنما سماه رفدا لأنه في مقابلة ما يعطى أهلالجنة من أنواع النعيم و قال قتادة ترافدتعليهم لعنتان من الله لعنة في الدنيا ولعنة في الآخرة و سأل نافع بن الأزرق ابنعباس عن قوله «بِئْسَ الرِّفْدُالْمَرْفُودُ» قال هو اللعنة بعد اللعنة وقال الضحاك اللعنتان اللتان أصابتهم رفدتإحداهما الأخرى «ذلِكَ» أي ذلك النبأ«مِنْ أَنْباءِ الْقُرى‏» أي من أخبارالبلاد «نَقُصُّهُ عَلَيْكَ» أن نذكره لكو نخبرك به تذكرة و تسلية لك يا محمد«مِنْها قائِمٌ وَ حَصِيدٌ» أي من تلكالديار معمور و خراب قد أتى عليه الإهلاك ولم يعمر فيما بعد و قيل معناه منها قائمعلى بنائه لم يذهب أصلا و إن كان خاليا منأهله و حصيد قد خرب و ذهب و اندرس أثرهكالشي‏ء المحصود عن قتادة و أبي مسلم وقيل منها قائم ينظرون إليها و حصيد قد هلكو باد أهله عن ابن عباس «وَ ماظَلَمْناهُمْ» بإهلاكهم «وَ لكِنْظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ» بأن كفروا وارتكبوا ما استحقوا به الهلاك فكان ذلكظلمهم لأنفسهم «فَما أَغْنَتْ عَنْهُمْآلِهَتُهُمُ» أي أوثانهم «الَّتِييَدْعُونَ مِنْ دُونِ‏