مجمع البیان فی تفسیر القرآن

الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسی

جلد 5 -صفحه : 415/ 304
نمايش فراداده

سورة هود (11): الآيات 113 الى 117

وَ لا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَ مالَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْأَوْلِياءَ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ (113) وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّالْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِذلِكَ ذِكْرى‏ لِلذَّاكِرِينَ (114) وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُأَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (115) فَلَوْ لا كانَمِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُوابَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسادِ فِيالْأَرْضِ إِلاَّ قَلِيلاً مِمَّنْأَنْجَيْنا مِنْهُمْ وَ اتَّبَعَالَّذِينَ ظَلَمُوا ما أُتْرِفُوا فِيهِوَ كانُوا مُجْرِمِينَ (116) وَ ما كانَرَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرى‏ بِظُلْمٍوَ أَهْلُها مُصْلِحُونَ (117)

القراءة

قرأ أبو جعفر «وَ زُلَفاً» بضم اللام والباقون بفتح اللام.

الحجة‏‏‏‏

من قرأ زلفا بفتح اللام فإنه جمع زلفة و هيالمنزلة قال العجاج:


  • ناج طواه الأين مما وجفا طي اللياليزلفا فزلفا

  • طي اللياليزلفا فزلفا طي اللياليزلفا فزلفا

و من قرأ بضم اللام فإنه واحد مثل الحلم وجائز أن يكون جمعا على زليف من الليل فيكونمثل قريب و قرب قال الزجاج و الزلف بالفتحأجود في الجمع و ما علمت أن زليفا يستعملفي الليل و هو منصوب على الظرف.

اللغة‏

الركون إلى الشي‏ء هو السكون إليهبالمحبة له و الإنصات إليه و نقيضه النفورعنه و الصبر حبس النفس عن الخروج إلى ما لايجوز من ترك الحق و ضده الجزع قال:


  • فإن تصبرا خير مغبة و إن تجزعا فالأمرما تريان‏

  • و إن تجزعا فالأمرما تريان‏ و إن تجزعا فالأمرما تريان‏

و هو مأخوذ من الصبر المر لأنه يجرع مرارةالحق بحبس النفس عن الخروج إلى المشتهى ومما يعين على الصبر شيئان (أحدهما) العلمبما يعقب من الخير في كل وجه و عادة النفسله (و الثاني) استشعار ما في لزوم الحق منالعز و الأجر بطاعة الله و البقية ما بقيمن الشي‏ء بعد ذهابه و هو الاسم منالإبقاء و يقال في فلان بقية أي فضل ممايمدح به و خير كأنه قيل بقية خير من الخيرالماضي و أترفوا أي عودوا الترفه بالنعيمو اللذة و ذلك إن الترفه عادة النعمة قال: