مجمع البیان فی تفسیر القرآن جلد 5
لطفا منتظر باشید ...
يَعْمَلُونَ خَبِيرٌ» يعني إنه عليمبأعمالكم و بما استحققتم من الجزاء عليهالا يخفى عليه شيء من ذلك «فَاسْتَقِمْ»يا محمد «كَما أُمِرْتَ» أي استقم علىالوعظ و الإنذار و التمسك بالطاعة و الأمربها و الدعاء عليها و الاستقامة هو أداءالمأمور به و الانتهاء عن المنهي عنه كماأمرت في القرآن «وَ مَنْ تابَ مَعَكَ» أي وليستقم من تاب معك من الشرك كما أمروا عنابن عباس و قيل معناه و من رجع إلى الله وإلى نبيه فليستقم أيضا أي، فليستقمالمؤمنون و قيل استقم أنت على الأداء وليستقيموا على القبول «وَ لا تَطْغَوْا»أي لا تجاوزوا أمر الله بالزيادة والنقصان فتخرجوا عن حد الاستقامة و قيلمعناه و لا تطغينكم النعمة فتخرجوا عن حدالاستقامة عن الجبائي و قيل معناه لاتعصوا الله و لا تخالفوه «إِنَّهُ بِماتَعْمَلُونَ بَصِيرٌ» أي عليم بأعمالكملا تخفى عليه منها خافية و روي الواحدي بإسناده عن إبراهيم بن أدهمعن مالك بن دينار عن أبي مسلم الخولاني عنعمر بن الخطاب قال قال رسول الله (ص) لوصليتم حتى تكونوا كالحنايا و صمتم حتىتكونوا كالأوتاد ثم كان الاثنان أحب إليكممن الواحد لم تبلغوا حد الاستقامة و قال ابن عباس ما نزل على رسول الله (ص)آية كانت أشد عليه و لا أشق من هذه الآية ولذلك قال لأصحابه حين قالوا له أسرع إليك الشيبيا رسول الله شيبتني هود و الواقعة.النظم
وجه اتصال الآية الأولى بما قبلها أنه لماقص نبأ الأمم و إهلاكهم بكفرهم أخبر عقيبذلك عن بطلان ما كانوا عليه و أنه يوفيهمجزاء أعمالهم و قيل أنه سبحانه بين فيماقبل اختلاف الأمم على أنبيائهم تكذيبا لهمثم بين في هذه الآية أن خلاف هؤلاء كخلافأولئك خلاف كفر لا خلاف اجتهاد عن أبي مسلمو كذلك اتصال الآية الثانية فإنه بين فيهاأن تكذيب هؤلاء الكفار بالذي آتيناككتكذيب أولئك بالكتاب الذي آتيناه موسى.