و لم يقل المنفطرة لأنه ذهب إلى الغصن وقال:
و لم يقل ذات غربة لأنه أراد شخصا ذا غربة.
و قالت الخنساء:
أراد الرزء و في أمثال ذلك كثرة على أنقوله «إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ» كمايدل على الرحمة يدل أيضا على أن يرحم فلايمتنع أن يكون المراد لأن يرحموا خلقهم وقيل إن المعنى و لاختلاف خلقهم و اللامللعاقبة يريد أن الله خلقهم و علم أنعاقبتهم تؤل إلى الاختلاف المذموم كما قالوَ لَقَدْ ذَرَأْنا لِجَهَنَّمَ عن الحسنو عطا و مالك و لا يجوز على هذا أن يكوناللام للغرض لأنه تعالى لا يجوز أن يريدمنهم الاختلاف المذموم إذ لو أراد ذلكمنهم لكانوا مطيعين له في ذلك الاختلافلأن الطاعة حقيقتها موافقة الإرادة والأمر و لو كانوا كذلك لما استحقوا عقابا وأما إذا حمل معنى الاختلاف على ما قاله أبومسلم فيجوز أن تكون اللام للغرض و قيل إنذلك إشارة إلى اجتماعهم على الإيمان وكونهم فيه أمة واحدة و لا محالة أن اللهسبحانه لهذا خلقهم و يؤيد هذا قوله تعالىوَ ما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَإِلَّا لِيَعْبُدُونِ و قال المرتضى قدسالله روحه قد قال قوم أن معنى الآية و لوشاء ربك أن يدخل الناس بأجمعهم الجنةفيكونوا في وصول جميعهم إلى النعيم أمةواحدة لفعل و أجروا هذه الآية مجرى قوله وَلَوْ شِئْنا لَآتَيْنا كُلَّ نَفْسٍهُداها في أنه أراد هديها إلى طريق الجنةفعلى هذا التأويل يمكن أن يكون لفظة ذلكإشارة إلى إدخالهم أجمعين الجنة لأنهتعالى إنما خلقهم للمصير إليها و الوصولإلى نعيمها «وَ تَمَّتْ كَلِمَةُرَبِّكَ» أي وصل وحيه و وعيده الذي لا خلففيه بتمامه إلى عباده و قيل تمت كلمة ربكصدقا بأن وقع مخبرها على ما أخبر به عنالجبائي و قيل معناه وجب قول ربك عن ابنعباس و قيل مضى حكم ربك عن الحسن«لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَالْجِنَّةِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِينَ»بكفرهم «وَ كُلًّا» أي و كل القصص«نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْباءِالرُّسُلِ (» أي من أخبارهم «ما نُثَبِّتُبِهِ فُؤادَكَ» أي ما نقوي به قلبك و نطيببه نفسك و نزيدك به ثباتا على ما أنت عليهمن الإنذار و الصبر على أذى قومك الكفار«وَ جاءَكَ فِي هذِهِ الْحَقُّ» أي في هذهالسورة عن ابن عباس و الحسن و مجاهد و قيلفي هذه